لندن، سانتياغو، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلنت وزارة الداخلية البريطانية امس الاحد ان حيازة الجنرال التشيلي اوغوستو بينوشيه الذي تم توقيفه في لندن، جواز سفر ديبلوماسيا "لا يؤمن له بالضرورة الحصانة الديبلوماسية" على اراضيها. جاء ذلك في وقت دان وزير التجارة البريطاني بيتر ماندلسون وهو احد الاقطاب البارزين في الحكومة العمالية بينوشيه 82 عاما الذي يرقد في مستشفى في لندن قيد الاعتقال ووصفه بأنه "ديكتاتور قاس". وقال ماندلسون ان قرار تسليم بينوشيه الى اسبانيا حيث يواجه اتهامات بانتهاك حقوق الانسان، يعود الى وزير الداخلية جاك سترو الذي سيدرس الاسس القانونية لذلك. وجاءت التعليقات البريطانية رداً على احتجاج حكومة تشيلي على الاجراء البريطاني بحق بينوشيه، كون الاخير عضوا في مجلس الشيوخ ويحمل جواز سفر ديبلوماسياً. ولاحظ المراقبون ان الولاياتالمتحدة تعاملت بتحفظ مع قضية توقيف الديكتاتور التشيلي السابق، ولم تعلق على الموضوع، علما انها كانت تدعم حكمه الذي استمر 17 عاما، تحت شعار محاربة الشيوعية. وابلغ وزير الدولة لبريطاني للشؤون الداخلية الون مايكل هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان الجواز الديبلوماسي "لا يضمن بالضرورة الحصانة الديبلوماسية" في بريطانيا. واضاف ان بينوشيه جاء الى بريطانيا بجواز لا يستلزم الحصول على تأشيرة. ومن المحتمل ان يكون قدم أسباباً طبية تستلزم العلاج ولم يكن من سبب بنظر أجهزة الهجرة لأن تمنعه من دخول البلاد . واضاف الون مايكل: "بعد وصول بينوشيه ودخوله المستشفى، قدمت السلطات الاسبانية طلبا لتسليمه ويجب على مسؤولي الشرطة والقضاة في بريطانيا ان يبتوا فيه خلال أربعين يوما وهي الفترة التي يتوجب خلالها على السلطات الاسبانية ان تبرر طلبها". وفي مدريد، اشادت الصحف الاسبانية امس بإلقاء القبض على بينوشيه ودعت بريطانيا الى تسليمه. وذكّرت الصحف بالانقلاب العسكري الدموي في تشيلي عام 1973 وما يسمى بپ"الحرب القذرة" التي شنها الجيش على المعارضين اليساريين. وفي البرتغال، اشاد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بالقبض على خصمه العقائدي القديم، وقال انه "انتصار قانوني". وقال كاسترو على هامش قمة لدول اميركا اللاتينية في مدينة ابورتو امس: "انه حدث تاريخي وغير متوقع بالنظر الى التعاون الكبير الذي لقيه أصدقاؤنا البريطانيون من بينوشيه أثناء الحرب"، مشيرا الى ما تردد عن دعم مستتر قدمته تشيلي الى بريطانيا أثناء حربها مع الارجنتين عام 1982 في شأن جزر فولكلاند. وفور انتشار نبأ اعتقال بينوشيه في بريطانيا، تجمع عدد صغير من المنفيين التشيليين أمام "لندن كلينيك" وهو مستشفى خاص باهظ التكاليف يعتقد ان الديكتاتور السابق يتلقى العلاج فيه. وراقبت الشرطة التجمع المؤلف من حوالى 50 شخصا رفعوا صورا لاشخاص اختفوا خلال حكم بينوشيه. وفي سانتياغو، تظاهر أنصار الجنرال بينوشيه أمام سفارتي اسبانياوبريطانيا أول من أمس احتجاجاً على توقيفه في لندن. وتجمع المتظاهرون أمام السفارة البريطانية ثم توجهوا الى السفارة الاسبانية التي تبعد 300 متر، حيث حطموا بعض زجاجها وجزءاً من سورها ورددوا شعارات معادية للبلدين وأنشدوا النشيد الوطني التشيلي. وانتقل المتظاهرون الى جادة قريبة حيث اشتبكوا مع آخرين كانوا يتظاهرون تأييداً للقرار البريطاني. يذكر أن بينوشيه تولى السلطة في بلاده في 11 أيلول سبتمبر 1973 في انقلاب عسكري قتل خلاله الرئيس سلفادور الليندي، المنتخب ديموقراطياً. ورغم ان بينوشيه لم يكن "دمية" في أيدي الأميركيين إلا أن كثيرين يعتقدون ان واشنطن ساعدته في الوصول الى الحكم، ودعمت نظامه في مواجهة المدّ الشيوعي في أميركا الوسطى. وتنازل بينوشيه عن الحكم في 1990