تظاهر آلاف التشيليين وسط العاصمة سانتياغو مساء أول من أمس، استجابة لدعوة الحزب الشيوعي التشيلي، إحياء لذكرى الرئيس الراحل سلفادور آلليندي الذي أطاحه انقلاب عسكري بدعم أميركي، نفذه الجنرال أوغوستو بينوشيه قبل ثلاثين عاماً. وسار في مقدم المتظاهرين الذي هتفوا "آلليندي ما زال بيننا"، الأمينة العامة للحزب الشيوعي غلاديس مارين ورئيس نيكاراغوا السابق دانيال أورتيغا. وتخللت التظاهرة مواجهات مع الشرطة، ما أسفر عن جرح شرطي. وجاءت بعد ساعات فقط على إحياء الرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس ذكرى الانقلاب. وأعلنت وزارة الداخلية أن الشرطي جرح بعد قذفه بقنبلة مولوتوف عندما سد المتظاهرون الشوارع في غرب العاصمة وأحرقوا الإطارات وأقاموا الحواجز. وأكد يورغي كوريا نائب وزير الداخلية التشيلي اعتقال أكثر من 60 متظاهراً. وفي الاحتفال الرسمي الذي أجري ليل أول من أمس، قال الرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس: "اليوم للذكرى وليس للتحليل، لكي نفهم بنضج هذه المرحلة من تاريخنا التى سببت لنا الكثير من الآلام". ووصف لاغوس آلليندي ب"الشهيد" والانقلاب العسكري ب"المأساة" و"يوم الألم". وكان آلليندي رفض في 11 أيلول سبتمبر 1973، الاستسلام للعسكريين الذين سيطروا على العاصمة وقصفوا القصر الرئاسي جواً وبالمدفعية، وفضل الانتحار بطلقة من بندقية أهداه إياها فيديل كاسترو. بينوشيه يحتفل ومن جهة أخرى، أحيا بينوشيه الذكرى في منزله مع زوجته التي اعتبرت أن الانقلاب أدى إلى "صعود بلادنا وفوزها بالمكانة التي تحظى بها في العالم الآن". وأصدر الاتحاد الديموقراطي المستقل الذي يضم عدداً من أنصار بينوشيه وأعوانه السابقين، بياناً للمناسبة انتقد فيه آلليندي، واعتبر أن الانقلاب جاء نتيجة "أزمة مؤسساتية وسياسية واقتصادية وأخلاقية" سببتها إدارته للبلاد. ورد على البيان رئيس مجلس الشيوخ التشيلي أندريس زالفيدار قائلاً إن "هؤلاء الناس لا يحق لهم قول ذلك"، مشيراً إلى أنهم "كانوا أعضاء في حكومة بينوشيه ومسؤولين عن أعمالها". يذكر أن نحو 3200 شخص قتلوا لأسباب سياسية في عهد بينوشيه الذي استمر 16 عاماً ونصف العام، ومن بينهم 1200 مفقود. كاراكاس في فنزويلا، اتهم خوزي فيسنت رانغيل نائب الرئيس الفنزويلي الولاياتالمتحدة بالإسهام في انقلاب عام 2002 الذي أطاح موقتاً الرئيس هوغو شافيز، وذلك خلال حديثه عن انقلاب عام 1973 في التشيلي. واعتبر رانغيل الانقلابَين العسكريَين "عملين إرهابيين" مقارناً إياهما بهجمات 11 أيلول. وأشار إلى أن 11 أيلول، يمثل "الإرهاب" بالنسبة إلى الأميركيين والتشيليين. وأكد أن الانقلاب الفنزويلي العام الماضي، كان من"الطينة نفسها". واعتبر أن الانقلاب في فنزويلا حمل الخصائص ذاتها لانقلاب التشيلي، والصيغة نفسها والقطاعات الاجتماعية نفسها والمجموعة نفسها من الجنرالات الخونة، إضافة إلى مشاركة الولاياتالمتحدة".