هل بات الاسوأ قريباً؟ وهل اصبح فيروس"اتش5 أن1"الفتّاك قريباً من مرحلة اصابة البشر بالوباء، ما يُهدد ملايين الاشخاص؟ لم تثر هذه الاسئلة نتيجة الاعلان عن وفيتين جديدتين في الصين، ولا بأثر الوفيات التركية الثلاث من اصل نحو 15 اصابة بشرية بالفيروس التي احضرت شبح الوباء الى ابواب اوروبا. اثيرت هذه الاسئلة في سياق دراسة علمية اميركية نُشرت في واشنطن أمس، وورد فيها ان فيروس"اتش5 أن1"الفتّاك ربما كان اكثر انتشاراً بين البشر مما يُعتقد حتى الآن. ومعروف ان الموجة الحالية من هذا الفيروس قتلت نحو 78 شخصاً منذ انطلاقتها عالمياً العام 2003. ويخشى بعض خبراء الطب حدوث تغييرات قوية في تركيب جينات فيروس"اتش5 أن1"، ما ينقلها الى شكل تصبح معه قادرة على الانتقال من انسان الى آخر في صورة مباشرة. وفي حال تحقق هذا الاحتمال، يُرجح العلماء موت الملايين في العالم، لأن اجساد البشر لا تمتلك"الخبرة"المناعية الكافية للتعامل مع ذلك الفيروس. ويُعتقد بأن أمراً مشابهاً حدث في موجة الانفلونزا الاسبانية العام 1918، والتي جاءت ايضاً من الدواجن فقتلت نحو 30 مليون شخص في العالم راجع ص 8. وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت في عدد امس من مجلة"انترنال ميديسين"الطبية المرموقة، أن مرض انفلونزا الطيور ربما يكون أكثر انتشاراً بين البشر مما كان يعتقد. ونبّهت الى أن التعامل المباشر مع الطيور المصابة أو النافقة من شأنه زيادة خطر الاصابة بذلك النوع من الانفلونزا. واستندت الدراسة الى نتائج مسوح ميدانية للسكان، المصابين وغير المُصابين، في المناطق الريفية من فيتنام التي شهدت موجات من تفشي نوع حاد من انفلونزا الطيور بين الدجاج. وطبقاً للدراسة، لم يكن مجرد اقتناء الدجاج في المنازل العامل الاساسي في الاصابة بالمرض، وإنما التعامل المباشر مع الطيور المصابة أو النافقة. ولاحظ المشرفون على الدراسة ان نقص الوعي بأخطار المرض وكذلك العلاقات الجنسية التي يكون أحد طرفيها مصاباً والتقدم في السن... كلها عوامل تساهم في زيادة احتمال الاصابة بانفلونزا الطيور بين البشر. يذكر أن فيتنام سجلت أعلى نسبة من موجات تفشي وباء انفلونزا الطيور. وتأكدت 78 إصابة بشرية فيها، ادت الى وفاة 38 شخصاً.