أبرمت الصين و48 دولة أفريقية"شراكة استراتيجية"ترفع حجم التجارة بين الجانبين الى مئة بليون دولار بحلول السنة 2010، وتتيح لبكين تلبية حاجاتها من المواد الخام باستغلال مصادرها في القارة السمراء. وقوبل هذا"التغلغل الصيني"في أفريقيا بدعوات الى"دق ناقوس الخطر"في أوروبا. وجاء الإعلان عن"الشراكة الصينية - الأفريقية"في بكين امس، في اختتام القمة الأولى من نوعها بين الجانبين منذ قيام الصين الشيوعية العام 1949، تخللها توقيع 12 من كبريات الشركات الصينية اتفاقات مع حكومات ومؤسسات أفريقية بلغت قيمتها 1.9 بليون دولار. ودعا الجانبان في إعلان مشترك الدول الغنية الى"احترام التزاماتها"فتح أسواقها وتخفيف ديون الدول الفقيرة، فيما تعهدت بكين بمضاعفة مساعداتها لأفريقيا بحلول السنة 2009 وتقديم قروض واعتمادات بقيمة خمسة بلايين دولار الى القارة وشطب عدد من ديونها. كما اتفق الجانبان على"خطة عمل"في مجالات السياسة والاقتصاد والشؤون الدولية والتنمية الاجتماعية. واعلن الرئيس الصيني هو جينتاو هذه الشراكة في حضور الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي. وذكر ان الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين تتسم ب"المساواة". وجاء التعليق الأبرز على هذه الشراكة الصينية - الأفريقية من وزيرة التنمية الألمانية هايدي ماري فيتسوريك تسويل التي اعتبرت ان المبادرة الصينية التي"تصب في مصلحة بكين في المقام الأول"، يجب ان تشكل"ناقوس خطر لإيقاظ أوروبا من سباتها". ورأت الوزيرة الألمانية التي ستتسلم بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، أن بكين قررت قبل عقد القمة الصينية - الأفريقية"ربط مجموعة جديدة من الدول بمعونات التنمية والاستثمارات والمشاريع التجارية، بهدف استغلال المواد الخام في أفريقيا". وأشارت إلى أن النقد الموجه الى ما تقوم به الصين"تتبناه أفريقيا نفسها، ذلك أن المشاريع التي ستقوم بها بكين، ستتسبب في كساد الشركات المحلية بسبب رواج المنتجات الصينية الرخيصة، إلى جانب الاعتماد على اليد العاملة الصينية، ما يضر في شكل كبير بأسواق العمل الأفريقية". وشددت المسؤولة الألمانية على ضرورة أن"يقترن منح القروض لدول القارة الأفريقية بشروط"، مؤكدة وجوب"ربط الصين بالمسار الدولي الموحد من خلال توسيع العلاقات الدولية معها". ودعت الاتحاد الأوروبي الى وضع القارة السمراء"في أولوية اهتمامه"، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية ستسلك هذا الاتجاه لدى توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي واستضافتها قمة الثماني الكبرى السنة المقبلة". وأفاد مسؤول صيني أن أياً من الاتفاقات التجارية ال 16 التي وقعت، لا يشتمل على صفقات نفطية، علماً أن الصين عززت علاقاتها مع أفريقيا في السنوات الأخيرة، بهدف العثور على مصادر لتزويدها الطاقة التي تشكل حاجة ماسة لاقتصادها. وجاء في وثيقة وزعت على الصحافيين في اختتام"المنتدى الثاني لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة"الذي عقد في بكين على مدى يومين، أن"قيمة العقد الضخم الوحيد في الاتفاقات تبلغ 938 مليون دولار، وهو يتناول استغلال الألمنيوم في مصر". كذلك أفادت وكالة أنباء"الصين الجديدة"أن الاتفاقات الموقعة"تشمل 11 دولة أفريقية وتغطي مجالات البنية التحتية والاتصالات والمعدات التكنولوجية وتطوير الموارد المعدنية والتأمين". وتعليقاً على دعوة المشاركين في مؤتمر بكين الى"تعزيز دور أفريقيا في الأممالمتحدة"، قال الرئيس الصيني في بيانه:"ندرك أن العالم يمر اليوم في تغييرات معقدة وعميقة"، معتبراً أن"السير في طريق السلام والتنمية والتعاون أصبح اتجاه هذا العصر".