بكين - أ ف ب - رفضت الصين مجدداً مخاوف غربية من تعاظم نفوذها الاقتصادي في أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في مجال الطاقة، وأضافت أن الأفارقة يستفيدون من استثماراتها هناك، خصوصاً في البنية التحتية، من مد السكك الحديد وتعبيد الطرق وبناء الجسور. وشدَّد وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي على هامش الدورة السنوية لمجلس الشعب (البرلمان) الصيني في بكين على أن بعض أعضاء المجموعة الدولية يريدون للعلاقات الصينية - الأفريقية ألا تتطور، ويثيرون في استمرار قضية التعاون في قطاع الطاقة بين بكين وأفريقيا. وأشار إلى أن واردات بلاده من النفط من أفريقيا تشكل 13 في المئة فقط من مجمل صادرات القارة، في حين أن صادرات أفريقيا تزيد على 30 في المئة إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا. ولاحظ أيضاً أن الاستثمار الصيني في قطاع النفط في أفريقيا هو «أقل بكثير من نظيريه الأميركي والأوروبي»، وأنه يشكل نسبة ضئيلة من مجمل الاستثمار العالمي في القطاع. وتابع أن بلاده تؤيد تعاون الدول الأخرى مع أفريقيا في قطاع الطاقة، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، كما تفعل الصين. وزاد أن «الدول الأفريقية حرة في اختيار أصدقائها، وأنه على هذا الأساس يتعين عدم التدخل في اختياراتها». ورفضت بكين مراراً اتهامات غربية بأنها تسعى عبر توسّعها الاقتصادي في أفريقيا ووقوفها إلى جانب أنظمة دول متخاصمة مع الغرب، كالسودان، إلى استغلال ثروات القارة الطبيعية، خصوصاً النفطية منها، لضمان الإمدادات اللازمة لاقتصادها السريع النمو، ورفضت عبارة «استعمار جديد». وتعهّدت بكين أن تمنح دول أفريقية قروضاً ميسّرة تبلغ 10 بلايين دولار خلال «القمة الصينية - الأفريقية» التي عُقدت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في شرم الشيخ المصرية. وزار يانغ في كانون الثاني (يناير) الماضي كينيا ونيجيريا وسيراليون والجزائر والمغرب، في إطار جولة باتت تقليداً سنوياً للديبلوماسية الصينية.