داهم 40 شخصاً، من حزب الوحدة الكبرى القومي، آياصوفيا، واحتجوا على زيارة البابا. وتظاهرات الاحتجاج تتوالى. والفاتيكان يقول ان البابا لن يلغي زيارته، وأن الزيارة في موعدها. وفي ضوء الحوادث هذه لا تبدو صورة تركيا على خير حال. فمشاكلنا مع الفاتيكان والبابا قديمة. وليس مردها الى تصريحاته في شأن تركيا او غيرها، ولا الى اختلاف يتطاول الى الذهنية والدين والثقافة. فمن تركيا خرج محمد علي أقجا الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني، بعد سنتين على زيارته تركيا في 1979. وثمة من يقول ان الذهنية المتوحشة التركية هي الباعث على محاولة اغتيال البابا. وهذه الذهنية ترفض التسامح مع الغرب المسيحي او الكنيسة المسيحية. وهي لا تزال قائمة وفاعلة على رغم مرور أكثر من ربع قرن على الحادثة. وزادت أقوال بابا في سياق محاضرة ألقاها في ألمانيا عن العقل والإيمان، الطين بلة، وأثارت العالم الإسلامي عليه. ويجر البابا ذيول المسألة هذه في زيارته تركيا. وهي تستثير ردوداً احتجاجية، وتزيد الأجواء تعقيداً. ومن ناحية اخرى، اضطر رئيس الوزراء التركي، ووزير خارجيته الى التغيب عن استقبال البابا والسفر الى ليتوانيا، حيث يلتئم اجتماع قمة الناتو. ولم يستطع البابا تغيير موعد زيارته الموافق قداس الروم الأرثوذكس في 30 من الشهر الجاري. والبروتوكول التركي يعتبر البابا رئيس جمهورية، ويلتقي الرئيس. ولقاؤه أردوغان ليس واجباً. والمشكلة هي نظرتنا السياسية الى الزيارة. فنحن نصر على وضعها في إطار زيارة سياسية. ولكن غايتها هي تعميق الحوار الداخلي المسيحي. وعليه لم يصر الفاتيكان على لقاء اردوغان أو غيره. فإذا كنا في تركيا نحترم الأديان وحوارها، وإذا كنا نناصر حرية التنقل والسفر، فعلينا ان نترك البابا حراً يزور من يريد، ولا نصبغ زيارته بصبغة سياسية عنوة. هذا يريحنا ويريح غيرنا، ويضع الزيارة في مكانها الصحيح. عن مراد يتكين ، "راديكال" التركية، 23 / 11/ 2006