انعكست أمس اولى نتائج الحملة التي يشنها منذ مطلع الأسبوع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت على وزير دفاعه عمير بيرتس والرامية الى استقالته من منصبه الحالي وتسلم منصب وزاري آخر، في نتائج استطلاعات جديدة للرأي أفادت بان 78 - 80 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون مطلب تنحي بيرتس بداعي انه ليس أهلا لهذا المنصب في مقابل 17 في المئة فقط ايدوا بقاءه. وايدت غالبية من 72 في المئة ان يقوم رئيس الحكومة بخلع وزير الدفاع من منصبه في حال لم يقدم استقالته بنفسه. وتعزز هذه النتائج وسيل المقالات في صحف امس الداعية بيرتس الى"تفادي البهدلة والاستقالة فورا"، الاعتقاد بأن وزير الدفاع سيضطر قريبا الى تقديم استقالته رغم تصريحاته المتتالية في الأيام الأخيرة بأنه باق في منصبه. ويستبعد مراقبون ان يصمد بيرتس في وجه الضغوط والانتقادات التي تأتيه من كل حدب وصوب، مشيرين اساسا الى ان غالبية وزراء"العمل"ونوابه تؤيد المطلب، بل ان بعضهم"توسل اليه"لايجاد الصيغة الملائمة لمغادرة موقعه وتجنب مزيد من الاساءة لشخصه. وكان رئيس الحكومة افتعل أزمة مع بيرتس، شريكه الأبرز في الائتلاف الحكومي، بحجة اجرائه اتصالا هاتفيا مع الرئيس محمود عباس من دون استئذانه. ثم تتالت التسريبات من مكتب الأخير عن نيته اطاحة بيرتس من وزارة الدفاع بداعي عدم كفاءته وانه فقد الثقة به ولم يعد قادرا على ائتمانه. ورغم ان الاسرائيليين مالوا بمعظمهم الى الاعتقاد ان اولمرت يفتعل حقا خلافا ليتخلص من بيرتس في وزارة الدفاع ليحل محله عسكري بارز يخفف من وطأة الانتقادات له ولحكومته على خلفية الفشل في الحرب على لبنان، الا انهم ايدوا حجة رئيس الحكومة ان بيرتس لا يمكن ان يواصل مهماته في ثاني أهم منصب وزاري في اسرائيل لافتقاره الى الحد الأدنى من الخبرة العسكرية والحنكة السياسية"ازاء التهديدات الوجودية المتربصة باسرائيل". لكن الاسرائيليين، وإن بنسبة أقل 51 في المئة، رأوا وجوب انصراف اولمرت ايضا الى بيته 42 في المئة ايدوا بقاءه. ونال وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز افضل نسبة تأييد 25 - 32 في المئة لخلافة بيرتس في منصبه، بينما لم يؤيد اكثر من 10 في المئة تولي رئيس الحكومة السابق الجنرال في الاحتياط ايهود باراك هذا المنصب. وتحت عنوان"مطلوب وزير دفاع"، كتبت صحيفة"هآرتس"في افتتاحيتها امس ان التحديات الأمنية، من سقوط قذائف"القسام"الى المشروع النووي الايراني، تتطلب تبوؤ شخصية ملمة بالشؤون الأمنية والاستراتيجية والعلاقات الخارجية في منصب وزير الدفاع"فيما الوزير الحالي يفتقر الى هذه الكفاءة". وأشارت الى ان الحرب على لبنان لم تُدر بكفاءة"وحيال حقيقة ان حرب دولة اسرائيل لم تنته، فضلا عن الحاجة الى البحث عن آفاق للسلام، فإن المهمة اكبر من ان يقدر على تنفيذها اولمرت وبيرتس، وهي تستوجب تعديلات وزارية في المناصب الأرفع واقامة طاقم من الوزراء القادرين على العمل بتناغم". ونصحت الصحيفة حزب"العمل"باقناع زعيمه بيرتس بالتخلي عن منصبه الحالي"ليتيح لغيره تنفيذ مهمة اعادة تأهيل الجيش واعداده للاختبارات المصيرية ليعيد الاسرائيليون ثقتهم بالجيش". "فقدوا ثقتهم بالجميع باستثناء نجاد" ووفقا للاستطلاع الذي أجري لمصلحة صحيفة"معاريف"، فإن الاسرائيليين فقدوا ثقتهم بالقيادة السياسية لدولتهم وتضعضعت ثقتهم بقدرات الجيش بفعل نتائج الحرب على لبنان، كما انهم لا يثقون بنجاح الولاياتالمتحدة واوروبا في فرملة المشروع النووي الايراني،"انهم لا يثقون بأحد، باستثناء الزعيم الايراني احمدي نجاد الذي سيفي بوعده في الحصول على قنبلة نووية"، كما كتب المعلق في الصحيفة نداف ايال لدى تقويمه النتائج. وأفاد الاستطلاع بان 64 في المئة من الاسرائيليين لا يثقون بقدرة القيادة السياسية على ادارة شؤون دولتهم، وتحديدا في معالجة قضايا أمنية، فيما منحها الثقة 35 في المئة فقط. واعرب 53 في المئة من المستطلعين عن اعتقادهم بان اسرائيل لن تكون قادرة وحدها عسكريا على وقف البرنامج النووي الايراني 44 في المئة رأوا عكس ذلك. وعارض 49 في المئة ان تشن اسرائيل هجوما عسكريا على المنشآت النووية الايرانية في مقابل 45 في المئة ايدوا ذلك. وقال 75 في المئة انهم لا يعتمدون على الولاياتالمتحدة واوروبا في وقف المشروع الايراني بالطرق الديبلوماسية او بقرارات يصدرها مجلس الأمن. وقال 79 في المئة ان ايران ستنجح في نهاية المطاف في بلوغ قدرات نووية. وبحسب استطلاع في"يديعوت أحرونوت"، فإن 57 في المئة من الاسرائيليين قلقون من بقاء دولتهم في الوجود.