فتحت روسيا الباب على مواجهة جديدة مع الولاياتالمتحدة بإعلانها تسليم إيران الدفعة الأولى من الأنظمة الصاروخية"تور أم 1"التي ستشكل ركيزة مظلة الدفاع الجوية للمنشآت النووية في أصفهان وبوشهر وطهران ومواقع حيوية شرق البلاد. ويعتبر طراز"تور أم 1"، أكثر أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية فاعلية ودقة في استهداف الأسلحة الموجهة، ويستخدم تقنيات تتكيف مع المناورات المختلفة للطائرات المهاجمة، ويستطيع التصدي ل48 هدفاً في وقت واحد. وأغضب توقيع روسيا صفقة بقيمة 1.4 بليون دولار لبيع إيران 29 نظاماً صاروخياً من طراز"تور أم 1"في كانون الأول ديسمبر 2005 الولاياتالمتحدة وإسرائيل. لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أكد أخيراً أن بلاده لن تتراجع عن تنفيذ العقد، على رغم الاعتراضات الغربية عليه وتصاعد أزمة الملف النووي لإيران. ويتوقع تنفيذ التسليم عبر ممرات بحرية في بحر قزوين تعتبر الأكثر أمناً، على رغم أنها غير بعيدة من قواعد القوات الأميركية في أذربيجان. ورأت مصادر إيرانية أن بدء تسليم الصواريخ يشير إلى تراجع المعارضة الأميركية لتنفيذ الصفقة بالتزامن مع تقلص احتمالات حصول هجوم عسكري ضد إيران. وتسعى طهران إلى الحصول من روسيا على أنظمة صواريخ من طراز"أس 300"الجوية الأكثر تطوراً، لكن المفاوضات في شأنها لم تثمر حتى الآن، في وقت تنشر إيران ثلاث قواعد لهذه الصواريخ قرب مفاعل بوشهر يشرف عليها خبراء روس. إلى ذلك، اعتبر النائب في البرلمان الأوروبي السويدي يوران ليند بلاد الذي يزور طهران أن أزمة الملف النووي الإيراني"سياسية"و"ترتبط بالصراع الإيراني - الإسرائيلي". وشدد على أن الأزمة بين إيران وأوروبا وأميركا تتحدد في موضوع افتقاد الثقة المتبادلة"الذي يجب أن يحل بالتفاوض والحوار". على صعيد آخر، أعلنت شيرين عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن تركيز العالم على البرنامج النووي لإيران جعله يتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في بلادها، وقالت لصحيفة"ليزيكو"الفرنسية إن الديموقراطية"غير موجودة"في إيران، في ظل حكومة الرئيس نجاد. وأضافت:"نسي العالم حقوق الإنسان في إيران، فيما من الظلم تحميل المواطنين ثمن أخطاء عدم احترام حكومة نجاد لهذه الحقوق".