طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت إيران أنها ستبدأ اليوم مناورات جوية تستمر خمسة أيام اعتبرتها «الأضخم في تاريخها»، تستهدف الدفاع عن منشآتها النووية ضد أي هجوم تتعرّض له. واتهمت طهرانواشنطن ب «إقحامها» في خلافاتها مع موسكو. في غضون ذلك، دعا سكرتير «حزب المؤتلفة الإسلامي» المتشدد محمد نابي حبيبي الى محاكمة مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، معتبراً انه «كذب» في إشاعته حصول تزوير في الاقتراع. وقال: «اعتقد بأن موسوي وجميع الذين نشروا هذه الكذبة الكبرى، تجب محاكمتهم». وأعلنت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، أنها تلقت تهديدات بالقتل. ونقلت «إذاعة أوروبا الحرة» عن عبادي الموجودة خارج بلادها، أن أجهزة الأمن الإيرانية حذرت زوجها من أنها «ليست في مأمن في أي مكان في العالم». وأضافت إن السلطات جمّدت حساباتها المصرفية وراتبها التقاعدي. على صعيد المناورات، قال قائد سلاح الجو الإيراني الجنرال احمد ميقاني أنها ستُنفذ فوق «مساحة تبلغ نحو 600 ألف كلم في شمال إيران وشمال غربها وبعض من جنوبها ووسطها». ونقلت وكالة «فارس» عن ميقاني ان «المناورات تجرى بنية حماية المنشآت النووية» في إيران التي اعتبر أنها تواجه «تهديدات». وذكر أن المناورات الجوية «ستشمل بوشهر وفارس وأصفهان وطهران والمحافظات الغربية». ويقع مفاعل «بوشهر» النووي في محافظة بوشهر جنوباً، والمواقع الذرية الأخرى خصوصاً منشآت تخصيب اليورانيوم، في أصفهان وقرب طهران. وأشار الى أن «مناورات المدافعين عن سماء الولاية الثانية» تأتي في سياق خطة سنوية وسيشارك فيها «الحرس الثوري» ومتطوعو «الباسيج» والأمن الداخلي وتشمل القواعد الجوية. ولفت ميقاني الى أن المناورات ستجرى على 3 مراحل لصدّ تهديد جوي من عدو وهمي لإيران على منشآتها النووية و «مناطقها الحساسة»، وتشمل عمليات استطلاع وغارات وتحسين التنسيق بين الوحدات. وتطرق ميقاني الى صواريخ «اس-300» التي تتلكأ موسكو في تسليمها لطهران، بموجب اتفاق موقع قبل سنتين. وقال: «الروس أعلنوا أن سبب التأخير مشاكل فنية، لكننا نعتقد بأنه يعود إلى ضغوط صهيونية»، داعياً روسيا الى «عدم الخضوع للصهاينة» لأن لديها «مصالح مشتركة مع إيران»، مشدداً على «تسليم الصواريخ في أسرع وقت». وتابع: «ستُستخدم في المناورات شبكات صاروخية جديدة وحديثة، بما في ذلك صواريخ أس-300 المتطورة التي تمتلك إيران القدرة على إنتاجها». وتزامنت تصريحات ميقاني مع تأكيد السفير الإيراني في موسكو محمود رضا سجادي أن تأخر روسيا في تسليم الصواريخ سيؤدي الى «الإضرار بمكانتها السياسية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن سجادي قوله إن التبادل التجاري بين البلدين سيرتفع السنة المقبلة من 3.5 الى 5 بلايين دولار سنوياً، معتبراً أن «الأميركيين يسعون دوماً الى إقحام إيران في أزمات متصلة بعلاقاتهم مع موسكو، للوصول الى أهدافهم، ويوحون بأن روسيا تستغل إيران من أجل تسوية مشاكلها». وأضاف: «إذا أصبحت العلاقات الإيرانية - الروسية متأثرة بالعلاقات بين موسكووواشنطن، ستكون روسيا الأكثر تضرراً، لأن إيران أثبتت دورها الفاعل في استقرار آسيا الوسطى وبحر قزوين ومنطقة القوقاز والأمن فيها». واتهم السفير «الغربيين بالسعي الى إحداث شرخ بين إيران وأصدقائها في المنطقة والمجتمع الدولي، من أجل فرض آرائهم ومواقفهم على طهران»، لافتاً الى تمسك روسيا والصين بالتسوية الديبلوماسية للملف النووي الإيراني. جاء ذلك في وقت اعتبر الرئيس محمود احمدي نجاد أن «الصمود المنقطع النظير للجمهورية الإسلامية في البرنامج النووي، بدّد إلى الأبد ظل التهديد الذي نشره الأعداء منذ انتصار الثورة الإسلامية». وقال في حديث تلفزيوني: «صمود الشعب الإيراني في البرنامج النووي يعادل 50 مرة صموده في مجال تأميم النفط».