يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير إلى طرابلس اليوم بدعوة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ويتوقع ان تعقد قمة مصغرة تشارك فيها مصر وتشاد لمناقشة تطورات أزمة دارفور واحتواء الخلافات بين الخرطوم ونجامينا. وقال السفير السوداني في طرابلس سعيد سعد، أمس، ان البشير سيجري محادثات مع القذافي في شأن أزمة دارفور بعد توقيع اتفاق بين الحكومة السودانية وفصيل منشق عن"حركة تحرير السودان"برعاية ليبية قبل يومين، إلى جانب الخلافات بين الخرطوم ونجامينا خصوصاً أن الدولتين وقعتا اتفاقاً في شباط فبراير الماضي لمنع تسلل المتمردين ونشر قوة مشتركة على حدودهما. وكان القذافي أعلن أول من أمس انعقاد قمة في ليبيا خلال اليومين المقبلين لتصديق الاتفاق الذي وقّع في طرابلس بين الحكومة السودانية وفصيل منشق عن"حركة تحرير السودان"، لكن مسؤولاً ليبياً قال ان الدول المشاركة في القمة قد تكون إضافة الى ليبيا مصر والسودان وتشاد. وشدد القذافي خلال لقاء مع وفدي الحكومة والمتمردين على ضرورة عدم السماح بتدخل خارجي في السودان، مشيرا الى انه ينطوي على مخاطر على السودان ودول الجوار. إلى ذلك، أشاد المدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات الفريق صلاح عبدالله الذي كلفه البشير اجراء اتصالات مع المتمردين الرافضين لاتفاق السلام في دارفور، باتفاق طرابلس، وقال أمس ان الفصيل الذي وقعه بزعامة أبو القاسم إمام يُعتبر المجموعة الأساسية لأبناء قبيلة الفور في مناطق شرق جبل مرة، معقل متمردي دارفور. وأكد تواصل الحوار مع مجموعة أخرى يقودها محمد يعقوب طرادة ومحمد تورين عجب وجمعة آدم جبل وآدم الدومة ابو شنب حنفي الموجودة في منطقة غرب جبل مرة، من أجل التوصل الى اتفاق يدعم مسيرة السلام والاستقرار في دارفور. في غضون ذلك، أرجأ الاتحاد الافريقي اجتماع مجلس السلم والأمن الذي كان مقرراً في 24 الشهر الجاري حتى 29 منه وقرر نقل مقره من الكونغو برازفيل الى العاصمة النيجيرية أبوجا. ويُنتظر ان يحسم الاجتماع المرتقب مصير القوات الأفريقية المنتشرة في دارفور بعد انتهاء تفويضها نهاية العام. كما بات راجحاً ارجاء جولة المحادثات المرتقبة بين الحكومة ومتمردي"جبهة الخلاص الوطني"والتي كانت مقررة في 30 الشهر الجاري إلى اجل غير مسمى. وعُلم ان"جبهة الخلاص"أبلغت الوسيط الاريتري انها تعتزم الشروع في ترتيبات داخلية يمنعها من المشاركة في جولة المفاوضات في أسمرا، وقال أحد قادة"حركة تحرير السودان"أحمد عبدالشافي ان الجبهة ستعقد خلال الفترة المقبلة اجتماعاً لقادتها الميدانيين، لافتاً إلى أن الاجتماع ربما ينعقد في منطقة جبل مرة. وأجرى رئيس حزب المحافظين زعيم المعارضة البريطانية ديفيد كاميرون أمس محادثات في الخرطوم مع المسؤولين في الحكومة لاقناعهم بقبول قوات مشتركة في دارفور. والتقى وزير الخارجية الدكتور لام أكول ومستشاري الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين والدكتور مجذوب الخليفة.