تعهدت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ آيبك"مكافحة الإرهاب بكل مظاهره". وحدد الزعماء ال21 المشاركون في القمة في ختام أعمالها في فيتنام امس، خطوات تضمنت تشديد الرقابة على الحدود وأمن الطيران، وحماية الإمدادات الغذائية من تلويثها عمداً. راجع ص10 وشدد البيان الختامي للقمة على ان"أي إجراء يتخذ لمكافحة الإرهاب يجب ان يتفق مع الالتزامات الدولية"، في تحفظ مبطن عن إجراءات أميركية لتجميد أرصدة وفرض قيود على تحويلات مالية لمنظمات وأفراد يشتبه في تورطهم بنشاطات ارهابية. وفي مؤشر آخر الى الاختلافات في وجهات النظر بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة، حذفت من البيان فقرة تسلط الضوء على التهديدات الإرهابية لشبكات السكك الحديد والنقل الجماعي، وعلى معارضة"آيبك"تهريب أسلحة الدمار الشامل. في غضون ذلك، اتفق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يزور باكستان حاليا والرئيس برويز مشرّف على أن القوة العسكرية وحدها غير كافية للقضاء على الارهاب، وتعهدا تعزيز المبادرات الاقتصادية والسياسية لاستئصاله من جذوره. وأفادت تقارير في إسلام آباد أن بريطانيا تعهدت زيادة مساعداتها لباكستان من 446 مليون دولار إلى 907 ملايين على مدى السنوات الثلاث المقبلة، على ان يخصص جزء كبير من المبلغ لمكافحة التشدد في المدارس الدينية وتطوير أجهزة الأمن في البلد. ورفض مشرّف اتهامات لبلاده بالتقاعس في التصدي ل"طالبان"والمتشددين الباكستانيين الموالين للحركة، ورأى أن حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية من شأنه اقتلاع جذور الارهاب، في أفغانستانوالعراق وأنحاء العالم. وشدد الرئيس الباكستاني على استحالة تحقيق النصر ضد"طالبان"عبر الوسائل العسكرية وحدها، منتقداً في شكل غير مباشر حلف شمال الأطلسي ناتو والقوات الأميركية لاعتمادهما على العمليات العسكرية فقط، في غياب أي مبادرة للحل السياسي أو تقديم مشاريع إعمار وإعادة بناء للمناطق التي ينشط فيها مقاتلو الحركة جنوبأفغانستان وشرقها. ويتوجه بلير من إسلام آباد الى كابول لتفقد القوات البريطانية هناك. وتزامنت محادثات بلير ومشرف مع قتل متشددين موالين ل"طالبان"رجل دين أفغانياً في إقليم شمال وزيرستان الباكستاني المحاذي للحدود مع أفغانستان، بعدما اتهموه بأنه"جاسوس أميركي". وعثر على جثة رجل الدين مولانا محمد هاشم مصابة بطلقين ناريين في الرأس، كما تركت مذكرة قرب الجثة تفيد انه كان"جاسوساً أميركياً". في لندن، كشفت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"امس، أن مسلمين بريطانيين تطوعوا لمحاربة قوات التحالف في العراقوأفغانستان، أعيدوا إلى بريطانيا لتشكيل خلايا"نائمة"لتنظيم"القاعدة". وأوردت الصحيفة ان جهاز الاستخبارات الداخلي البريطاني إم آي 5 يعتقد بأن شباناً آسيويين مسلمين تلقوا تدريبات في إطار ما يسمى"الجهاد العالمي"في معسكرات"القاعدة"في باكستانوأفغانستان، عادوا إلى جالياتهم في بريطانيا ومعهم تعليمات بإنشاء خلايا سرية لتنفيذ عمليات إرهابية لا تكون لها أي علاقة بالقيادة العليا للتنظيم. إلى ذلك، كشفت صحيفة"ذي أوبزيرفر"أن خبيراً في صناعة القنابل من تنظيم"القاعدة"مسجوناً في إيرلندا الشمالية، أجرى تدريبات نظرية لشن هجمات إرهابية على مطاري دبلن وكنوك. وأشارت الصحيفة إلى ان خبير المتفجرات عباس بوتراب زار المطارين، وعُثِر على معلومات عنهما في شقته في بلفاست قبل ثلاث سنوات، وذلك استناداً إلى أدلة قُدمت إلى المحكمة التي مثُل أمامها في تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي.