وصل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى باكستان أمس، في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري فيها محادثات مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء شوكت عزيز تتركز حول التوسع الضخم في عمليات حركة"طالبان"جنوبأفغانستان وتطورات"الحرب على الإرهاب"والخلافات بين وجهتي نظر إسلام آباد وكابول والحلف الأطلسي ناتو في شأن سبل القضاء على"طالبان"وباقي الجماعات المسلحة في أفغانستان. وستتناول المحادثات بين البلدين الدعم الاقتصادي والمالي الذي تقدمه بريطانيالباكستان، وكذلك الملف النووي الإيراني وقضية إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهندوباكستان، والمحادثات الهندية-الباكستانية، إضافة إلى قضايا ثنائية مشتركة. وتسعى الحكومة البريطانية إلى تحجيم عمليات"طالبان"في جنوبأفغانستان حيث ترابط القوات البريطانية التي تتولى قيادة قوات"الناتو"، وتفادي تعريضها لهجمات. وكانت القوات البريطانية أبرمت اتفاقاً مع شيوخ القبائل لتفادي الهجمات في منطقة قلعة موسى ضمن ولاية هلمند، يعتقد بأنها وقعت مع"طالبان"في الأصل. وأيضاً، يلتقي رئيس الوزراء البريطاني مجموعة من العلماء المسلمين في إسلام آباد، ويحتمل أن يلقي محاضرة في الجامعة الإسلامية العالمية التي تحاول قيادتها بتوجيه من الحكومة الباكستانية التقدم بمشروع حوار الثقافات والحضارات، وإعطاء صورة مقبولة عن الإسلام في الغرب. ولم تقل الحكومة الباكستانية أو السفارة البريطانية في إسلام آباد شيئاً عن هوية العلماء المدعوين للمحاضرة، لكن يعتقد بأن كثيراً منهم ينتمون إلى المدارس الدينية الباكستانية التي يعتقد بوجود صلات فكرية وغيرها مع"طالبان"والجماعات الدينية المتهمة في باكستان والغرب بأنها تمثل إسلاماً متطرفاً متشدداً. وكان مشرف وعزيز انتقدا تعاطي"الناتو"والقوات الأميركية مع الملف الأفغاني متهمين هذه القوات بالجهل بعادات وتقاليد الشعب الأفغاني واستهداف البشتون في شكل عام عبر ما تسميه هذه القوات"مطاردة قوات طالبان"، ما زاد النقمة الشعبية عليها وتعاطف الشعب في الجنوب الأفغاني مع"طالبان". لكن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي صرح أول من أمس، بأنه لا يعادي باكستان ولا يتهمها بدعم طالبان والقوى المناوئة لحكمه، لكنه يأمل بأن تساعد باكستان حكومته في القضاء على ما سماه التمرد المسلح، وتقنع"طالبان"وغيرها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حكومته.