أكدت نتائج الانتخابات الداخلية في الحزب الاشتراكي الفرنسي، ان النائبة سيغولين رويال ستحمل راية حزبها في انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة الربيع المقبل. وحققت رويال فوزاً كاسحاً على خصميها في الحزب، وهما الوزير السابق دومينيك ستروس كان ورئيس الحكومة السابق لوران فابيوس. إذ نالت 60 في المئة من أصوات اعضاء الحزب البالغ عددهم 218771، في مقابل 21 في المئة لستروس كان و17 في المئة لفابيوس. وكرس هذا الانتصار الكاسح لرويال 53 سنة قناعة مفادها ان الشعب الفرنسي يريد وجهاً جديداً، من غير السياسيين التقليديين ولا يمانع في تولي امرأة الرئاسة. ورافقت"الحياة"رويال، خلال الانتخابات الحزبية الى مدينة بواتييه التاريخية التي توقفت عندها الفتوحات العربية، حيث دعت بعض الاعلاميين الى غداء في مركز مجلس منطقة بواتو شارانت الذي ترأسه. وقالت رويال ل"الحياة"انها تعتزم زيارة الشرق الأوسط، ولبنان الذي زاره اخيرا شريك حياتها الأمين العام للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند. وقالت الفرنسية الأولى السيدة برناديت شيراك عن رويال في حديث الى مجلة"لونوفيل اوبسرفاتور"انها صاحبة"مظهر حسن"و"فوتوجينيك"، ولا بد من الاعتراف بذلك، فهي لم تفرض نفسها لمجرد كونها امرأة"رغم ان ذلك كان له دور في لاوعي الآخرين"، وتمكنت من تحقيق ذلك منطلقة من لا شيء تقريباً. ورويال من عائلة فرنسية محافظة وتقليدية، لها ستة من الاشقاء والشقيقات، ووالدها كان عسكرياً متشدداً، يعتبر ان العمل ليس للنساء. ورغم ذلك، فإنها انفصلت باكراً عن حياتها العائلية وتابعت تحصيلها العلمي العالي في المعهد الوطني للادارة، وأقامت مع هولاند من دون ان يتزوجا. ولا تعرف رويال الكثير عن العلاقات الدولية، ولكنها محاطة بفريق عمل لديه خبرة في هذا المجال، بدءاً بهولاند، الذي راكم خبرة كبرى في شؤون الشرق الأوسط، انطلاقاً من موقعه على رأس الحزب الاشتراكي. وكانت رويال أعلنت خلال مناظرة تلفزيونية عن مواقف جيدة بالنسبة للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، فأكدت ضرورة معاودة المساعدات للشعب الفلسطيني وضرورة التوصل الى حل دائم لهذا الصراع. وعقدت رويال لقاء مع رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، على هامش مؤتمر الحزب الاشتراكي في لاروشيل في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وفريقها يضم شخصيات مثل جان لوي بيانكو الذي عمل أميناً عاماً للرئاسة في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. ويتردد انها في حال فوزها بالرئاسة، قد تعين وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين مجدداً في هذا المنصب، كي يكون الى جوارها في ما يخص الملفات الدولية. ومن السابق لأوانه الآن وقبل ستة أشهر على الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، التكهن بشخص الرئيس المقبل خصوصاً وان أمر الترشيح اليميني لهذه الانتخابات لم يحسم بعد. والمؤكد ان وزير الداخلية نيكولا ساركوزي سيكون منافسها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس جارك شيراك سيعيد ترشيح نفسه. ولم يخرج رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان من لائحة المتنافسين المحتملين، اضافة الى احتمال انضمام رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه الى هذه المنافسة، كمرشح اللحظة الأخيرة إذا تلاشت حظوظ ساركوزي.