يختار 219 ألف عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي اليوم مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان ابريل المقبل، في ظل استطلاعات تشير الى تقدم واضح للنائبة سيغولين رويال على حساب منافسيها رئيس الحكومة السابق لوران فابيوس والوزير السابق دومينيك شتروس. وعلى رغم ان الاستطلاعات المتكررة توحي بأن رويال قد تفوز بتأييد غالبية اعضاء الاشتراكيين، لكنها لم تحط من عزيمة فابيوس وشتروس اللذين يراهنان على مواجهتها في دورة ثانية تجري في 23 الشهر الجاري، علماً ان المرشحين الثلاثة شاركوا في 6 مناظرات بعضها مغلق وبعضها متلفز طيلة شهر ونصف الشهر من الحملة الانتخابية. وشملت الاستطلاعات التي صبت في مصلحة رويال مؤيدي الحزب الاشتراكي عموماً في شكل اساسي وليس الأعضاء الحزبيين، الذين لا تتوافر معلومات واضحة حول تأييدهم مرشحاً دون سواه. وما يزيد صعوبة التكهن بنتيجة الدورة الانتخابية الداخلية الأولى للحزب الاشتراكي، انضمام حوالى 70 ألف عضو جديد اخيراً الى صفوف الحزب، وهو رقم يكفل إدخال تغيير مؤكد على توازن القوى الداخلي. وقدم شتروس نفسه، بأنه يمثل"نقطة التوازن"بين التيارات الداخلية المختلفة، عبر مواقفه الحريصة على صيانة الديموقراطية الاجتماعية. اما فابيوس، المعروف بأنه كان من المقربين من الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، وأصغر من شغل رئاسة الحكومة، فأعلن انه يدافع عن"يسار تخلص من عقده"، ما يظهره في موقع المجدد من ضمن الإرث الاشتراكي. وتعمدت رويال اختيار التميز وأبقت مواقفها ضمن التوجهات العامة للحزب الاشتراكي من دون ان تتردد في التعامل مع المواضيع المختلفة من زاوية خاصة بها، ومن دون ان تتردد في انتقاد أخطاء ارتكبها الاشتراكيون خلال حكمهم. وشككت بجدوى خفض عدد ساعات العمل الأسبوعية الى 35، علماً أن هذا الإجراء شكل أحد أقوى الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة الاشتراكية التي ترأسها دومينيك دوفيلبان. كما دعت الى ما سمته"الديموقراطية المشاركة"وإلى إنشاء هيئات شعبية تتولى محاسبة المسؤولين على قراراتهم. واعتبرت ان جزءاً من أزمة الضواحي الفرنسية يمكن ان يعالج عبر إلحاق الشباب المخل بالأمن بمعسكرات تابعة للجيش. وجذبت رويال بهذا الطرح اهتمام الشعب والإعلام، لكنها تحولت ايضاً الى محط سخط اليمين الحاكم تارة، واليسار المعارض تارة أخرى. وبالتالي، فإن اعضاء الحزب الاشتراكي مدعوين للاختيار بين الاستمرارية والخبرة المجسدين في فابيوس وشتروس، والتجديد التي لا بد ان تحكم اداء رويال، التي تفتقد التجربة مقارنة بمنافسيها، على رغم انها محاطة بأشخاص قديرين ستستعين بهم وفي مقدمهم شريك حياتها الأمين العام للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند. الى ذلك، وفيما يسعى وزير الداخلية نيكولا ساركوزي لتكريس نفسه مرشحاً لحزب"الاتحاد من اجل الحركة الشعبية"الحاكم جاءه ما يقض مضجعه على لسان زوجة الرئيس برناديت شيراك التي ألمحت الى احتمال ترشح زوجها لولاية رئاسية ثالثة. وأبدت شيراك استياءها من الذين يتحدثون عنها بصفة الماضي، مشيرة الى ان الرئيس الفرنسي في حال صحية جيدة ويحظى بشعبية واسعة، خصوصاً في المناطق الفرنسية، وأنه"ما ان يعلن عن قراره مهما كان سأشارك في الحملة الانتخابية". وكان الرئيس جاك شيراك صرح في تموز الماضي بأنه سيحدد موقفه من انتخابات الرئاسة خلال الفصل الأول من السنة المقبلة.