ينهي وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم زيارة رسمية للجزائر بدأت ظهر أمس وتناولت ملفات أساسية، أبرزها الأمن وتنظيم حركة الأشخاص بين البلدين، في ضوء مطالبة الحكومة الجزائرية بضرورة تخفيف القيود الإدارية التي تفرضها فرنسا على منح تأشيرات الدخول للجزائريين، وكذلك تهديد"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"باستهداف فرنسا بعد انضمامها إلى تنظيم"القاعدة". وكان لافتاً في الزيارة التي تأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن الجزائر عاملت ساركوزي على أنه الرئيس المقبل لفرنسا، وخصته بتشريفات رئاسية خلال اليوم الأول من الزيارة. وكان في استقبال الوزير الفرنسي لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي نظيره يزيد زرهوني. وقال ساركوزي للصحافيين إن العلاقات بين الجزائر وباريس"مهمة للغاية، فالجزائر هي جارنا الكبير الذي نتقاسم معه تاريخاً مشتركاً"، مشيراً إلى أن"هناك عدداً كبيراً من الجزائريين المقيمين في فرنسا، كما أن هناك عدداً من الفرنسيين يقيم في الجزائر". وأكد أنه أعد ملفات الزيارة"بعناية كبيرة"، وانه يوليها"أهمية بالغة". وحرصت السلطات الجزائرية على معاملة المسؤول الفرنسي على أساس أنه سيد قصر الإليزيه المقبل. وكانت لافتة التشريفات الرئاسية التي حظي بها ساركوزي خلال زيارته"مقام الشهيد"، وهو نصب رمزي لشهداء الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي 1830-1962. ووضع الوزير إكليلاً من الزهور ووقف دقيقة صمت ترحماً على أرواح شهداء الثورة. وأدت فرقة من الحرس الجمهوري التحية الشرفية التي لا تؤدى عادة سوى للملوك والرؤساء. وزار ساركوزي المقابر المسيحية في بولوغين وسط العاصمة، قبل أن يجري محادثات مع زرهوني ثم مع رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم. وكان مقرراً أن يلتقي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في وقت لاحق. كذلك، فإن من المقرر أن يزور الوزير الفرنسي عدداً من المحطات مثل دير تيبحرين في جبال المدية 90 كلم جنوب العاصمة حيث قتلت"الجماعة الإسلامية المسلحة"سبعة رهبان فرنسيين منتصف التسعينات. وحين سُئل ساركوزي عما تردد عن عزمه تخفيف القيود على منح التأشيرات للجزائريين، أجاب قائلاً:"إذا قلت كل شيء الآن فلن يتبقى ما أقوله لاحقاً. أرغب في أن تكون هذه الزيارة ذات نتائج جيدة". ورداً على ما أوردته الصحف الجزائرية أمس عن أن الزيارة هدفها الدعاية له في الانتخابات الرئاسية التي تجرى الربيع المقبل، قال:"جئت إلى الجزائر ولا أنتظر أي شيء". وكان ساركوزي استبق زيارته بحوار مطول مع أسبوعية"جان أفريك"الأسبوع الماضي، قال فيه إنه يرغب في إلغاء كل التدابير التمييزية التي يعاني منها الجزائريون عند التقدم للحصول على تأشيرات دخول، سواء إلى الأراضي الفرنسية أو إلى أوروبا. ورأت الصحف الجزائرية تصريحاته على أنها"المقابل لطلب الحصول على أصوات المهاجرين الجزائريين في فرنسا"الذين يتجاوز عددهم 4 ملايين.