واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما نفذت فصائل المقاومة عدة كمائن استهدفت القوات الإسرائيلية المتوغلة في رفح. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بأن 45 نازحا استشهدوا وأصيب العشرات، جلهم من النساء والأطفال وكبار السن، بقصف استهدف محيط خيام النازحين ومراكز الإيواء في مناطق متفرقة في القطاع. وتزامن ذلك مع استمرار الجيش بارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة بحق المدنيين، ومحاولات تهجير سكان شمال القطاع، الذي يتعرض لعدوان عسكري مستمر. إلى ذلك، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي متقطع مدينة بيت لاهيا وغرب جباليا تزامنا مع إطلاق نار من آليات الجيش الإسرائيلي في منطقة الصفطاوي، ومخيم النصيرات، فيما استهدف إطلاق نار من زوارق الجيش الإسرائيلي المتمركزة في عرض بحر غربي خان يونس محيط مدرسة الفردوس ومحيط العطار غرب رفح جنوبي القطاع. يأتي ذلك، فيما واصلت فصائل المقاومة التصدي للقوات الإسرائيلية على عدة محاور في القطاع، وكذلك، نصب عدة كمائن للقوات المتوغلة خاصة في منطقة رفح جنوبي القطاع. ولم يتوقف الاحتلال عن استهداف المنازل السكنية، وارتكاب المجازر في بيت لاهيا ومخيم جباليا، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين. ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء وإنقاذ حياة الجرحى، بسبب منع الاحتلال لها من ممارسة عملها في محافظة الشمال. وصباح الاثنين، قصفت طائرات الاحتلال عمارة سكنية لعائلة الشريف في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع. وأطلقت طائرة مُسيّرة إسرائيلية "كواد كوبتر" قنابل أمام بوابة مدرسة أبو تمام التي تؤوي نازحين شمالي القطاع. وتتفاقم معاناة المواطنين المحاصرين شمالي القطاع يومًا بعد يوم، مع استمرار العدوان والحصار الخانق، وعدم إدخال المساعدات والمواد الغذائية. في سياق منفصل تدفع إسرائيل مخططا جديدا يهدف إلى ضم الضفة الغربيةالمحتلة إلى إسرائيل، ويشمل إقامة أربع مدن جديدة، "بينها مدينة درزية"، بهدف نقل سكان من داخل إسرائيل إلى الضفة، وإقامة بنية تحتية للمواصلات والطاقة، تحويل المدن الفلسطينية إلى سلطات إقليمية مسؤولة عن نفسها وتحت سيطرة إسرائيلية وإلغاء السلطة الفلسطينية. ووضع هذا المخطط مجلس المستوطنات وعضو الكنيست أفيخاي بوارون، من حزب الليكود، الذين وصفوا هذا المخطط بأنه قابل للتنفيذ وليس نظريا، وأنه توجد "نافذة فرص" لتنفيذه خلال ولاية الرئيس الأميركي المقبل، دونالد ترمب، حسب تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية. وعُقد الأسبوع الماضي اجتماعا في فندق "رمادا" في القدس، شارك فيه قادة المستوطنين ورؤساء مجالس إقليمية للمستوطنات، بمبادرة بوارون، جرت خلاله بلورت المخطط. ونقلت الصحيفة عن بوارون قوله إنه "نتواجد في نافذة فرص بإمكاننا استغلالها بشكل غبي أو ذكي. وإذا استغللناها بشكل غبي، سيكون هناك 700 ألف مستوطن بعد أربع سنوات. وإذا استغللنا نافذة الفرص بصورة ذكية، سننشئ الظروف لتحويل الضفة الغربية إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وليس فقط لأنه سيكون من الصعب تحريك السكان (المستوطنين) من هناك، وإنما لأننا سنغير برمجية التفعيل". ويسعى المخطط إلى "العودة إلى ما قبل (اتفاق) أوسلو. أو بكلمات أخرى: إلغاء السلطة الفلسطينية رسميا"، من خلال عدة خطوات. والخطوة الأولى هي توسيع سيطرة رؤساء السلطات المحلية الاستيطانية بحيث يكونوا مسؤولين عن مناطق نفوذ المجالس الإقليمية كلها والمناطق الموجودة بينها. وتقضي خطوة أخرى في المخطط بالسيطرة على القرى الفلسطينية في المناطق C، وسحب أي إدارة لهذه القرى من جانب السلطة الفلسطينية، ووضع خرائط هيكلية لها، وأن تصبح ضمن "الأراضي الإسرائيلية". وحسب المخطط، فإنه "ستُشكل بعد إلغاء السلطة الفلسطينية سلطات محلية عربية، تحول إسرائيل إلى حكم فدرالي". وحسب بوارون، فإن "فكرة حل الدولتين ينبغي أن يزال من الأجندة إلى الأبد، وبموجب توجيه واضح من المستوى السياسي". وأضاف بوارون أن "السكان العرب في الضفة سيتركزون بدلا عن ذلك (السلطة الفلسطينية) في عدة سلطات محلية تدير نفسها، وتحصل على خدمات من إسرائيل وتدفع مقابلها، ومكانة السكان ستكون مثل مكانة عرب القدس بالضبط، مكانة مقيم. وتوجههم الوطني سيكون مثلما كان قبل العام 1967 تحت الحكم الأردني". ويشمل المخطط "استثمارا غير عادي في البنية التحتية"، وإقامة محطات توليد كهرباء في أنحاء الضفة الغربية، وتحويلها إلى "إمبراطورية طاقة وصناعة، الأمر الذي سيجعل يهودا والسامرة، والأغوار خصوصا، إلى جزء من إسرائيل بكافة المفاهيم وإلى محطة توليد كهرباء لدولة إسرائيل".