جدد وزير الدولة الجزائري عبدالعزيز بلخادم رفض بلاده القاطع للتطبيع مع إسرائيل. وقال بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في تصريح له امس "إن الجزائر ترفض رفضاً قاطعاً أي مساومات من أجل التطبيع مع إسرائيل مهما كانت الظروف". وأشار بلخادم، الذي يعد من مؤسسي اللجنة الجزائرية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، في سياق تعليقه على إنشاء ممثلية ليهود الجزائر، الى أن بلاده "من الدول القليلة التي ترفض التطبيع وموقفها ثابت". وقال "إن نشاط جمعيات دينية لليهودية وغيرها بالجزائر لا يعني إطلاقاً مرحلة لتمهيد التطبيع بين الجزائر والكيان الصهيوني كما يروج له البعض"، مؤكداً عدم معارضته لأي نشاط ديني سواء كان يهودياً أو مسيحياً. وأضاف أن اعتماد جمعية يهودية في الجزائر مؤخراً "ليس حلاً مستورداً من الخارج، وهؤلاء لم يأتوا من مكان آخر وليسوا غرباء عن الجزائر، إنما هم جزائريون يعيشون بها وهم أحرار في ممارسة مثل هذه الطقوس الدينية". وفي شأن آخر، رفض بلخادم موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من قضية الرهبان الفرنسيين السبعة الذين قتلوا في الجزائر عام 1996، واتّهمه بمحاولة التغطية على جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لدفعها إلى التخلي عن مطلب الاعتذار. وقال في تصريح نقله موقع صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية على شبكة الإنترنت امس "إن المراد من التصريحات التي أطلقها مؤخرا ساركوزي والمتعلقة بتورط الجيش الجزائري في اغتيال الرهبان الفرنسيين بولاية المدية عام 1996، هو محاولة لتغطية جرائم فرنسا المرتكبة في حق الشعب الجزائري إبان احتلالها للبلد". وأضاف كما أن فرنسا "تريد من ذلك ألا تستجيب لنداءات الجزائريين الداعية إلى ضرورة قيام فرنسا بتقديم اعتذاراتها للشعب الجزائري عما ارتكبته في حقه". وشدد بلخادم على أن هذه الضجة التي أثارتها تصريحات ساركوزي "لن تنسي الجزائريين ولن تغير من مواقفهم تجاه قضية مطالبتهم بالاعتذار". وتعد تصريحات بلخادم أول رد فعل رسمي على تصريحات ساركوزي الذي أثار في الأيام الأخيرة قضية اغتيال الرهبان السبعة بمعبد تيبحرين في ولاية المدية، 90 كلم غرب العاصمة الجزائرية عام 1996، والذين قتلوا بحسب الرواية الرسمية على يد الجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت تسيطر على العمل المسلح في تسعينيات القرن الماضي.