وصل أمس الأحد العاصمة الجزائر "جون دافيد لوفيت" المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرافقه "كلود جيون" الأمين العام لقصر الإليزيه، وقد التقى الرجلان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ولم يعلن رسميا عن الزيارة لكن الأسبوعية الفرنسية "لوجان أفريك" كشفت في عددها الصادر أمس أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اضطر إلى إرسال مستشاريه بهدف ترطيب الأجواء المشحونة بين قصري المرادية والإليزيه. ويتزامن وصول موفدي الرئيس الفرنسي إلى الجزائر مع التصريحات الصادرة نهاية الأسبوع لرئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير في الحوار المطول الذي أجراه الأخير مع صحيفة "لوجرنال دو ديمونش" لعل أخطرها قوله إن العلاقات بين الجزائروفرنسا "ستكون ربما أقل تعقيدا حين يغادر جيل الاستقلال السلطة"، وهي التصريحات التي وصفتها الأوساط الإعلامية والسياسية في الجزائر ب "الخطيرة" وأنها "هزّت مبنى قصر المرادية" وأنها "تعد سابقة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين" و"أنها تأليب فرنسي للرأي العام الداخلي في الجزائر ضد السلطة". وتشهد العلاقات بين الجزائروفرنسا حالة من الشد والجذب على خلفية جملة من القضايا والملفات ذات الصلة بالعشرية السوداء وبالماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، لعل أبرزها سجن الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني بتهمة اغتيال المعارض علي مسلي بباريس قبل الإعلان عن تبرئته مؤخرا، ورفع القضاء الفرنسي للسّر الدفاعي فيما يتعلق بالتحقيق في قضية باغتيال الرهبان السبعة بولاية المدية، من قبل الجماعة الإرهابية سنة 1994، ورفض فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الفترة الممتدة من 1830/1962، وأخيرا إدراج فرنساالجزائر في قائمة الدول التي يخضع رعاياها لتفتيش أمني دقيق بمطارات فرنسا الدولية، وهو القرار الذي أغضب الجزائر كثيرا، ودافع عنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير واصفا إياه ب "الإجراء الأمني" قائلا: "الجزائر ليست الوحيدة المشمولة به، الجزائريون مصدومون، صحيح أنهم يقاتلون القاعدة بشجاعة، لكننا نطبق قواعد أمنية".