«الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    معرض "أنا عربية" يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور في منطقة "فيا رياض"    مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    أمانة القصيم توقع عقداً بأكثر من 11 مليون ريال لمشروع تأهيل مجاري الأودية    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين تصل 702,165,745 ريالًا    «سلمان للإغاثة» يختتم المشروع الطبي التطوعي للجراحات المتخصصة والجراحة العامة للأطفال في سقطرى    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    محرز يهدي الأهلي فوزاً على الوحدة في دوري روشن    المملكة تفوز بعضوية الهيئة الاستشارية الدولية المعنية بمرونة الكابلات البحرية    القادسية يتفوق على الخليج    نعيم قاسم: حققنا «نصراً إلهياً» أكبر من انتصارنا في 2006    النصر يكسب ضمك بثنائية رونالدو ويخسر سيماكان    "مكافحة المخدرات" تضبط أكثر من (2.4) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر بمنطقة الرياض    الجيش السوري يستعيد السيطرة على مواقع بريفي حلب وإدلب    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    «الأونروا»: أعنف قصف على غزة منذ الحرب العالمية الثانية    والد الأديب سهم الدعجاني في ذمة الله    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    وزارة الرياضة تُعلن تفاصيل النسخة السادسة من رالي داكار السعودية 2025    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    ذوو الاحتياجات الخاصة    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنان : جولة التشاور الأخيرة ... مواقف مكررة وتوتر مغلف بالهدوء
نشر في الحياة يوم 12 - 11 - 2006

تخلل الجولة الرابعة من التشاور بين الاقطاب السياسيين اللبنانيين امس، الكثير من تبادل الهواجس والاتهامات، وكانت الجلسة قصيرة نسبياً في مدتها الزمنية، لكن"طويلة"في المضمون ولم تخل من التوتر المغلّف بالهدوء، خلال المداخلات والمرافعات التي أدلى بها كل من ممثلي الفرقاء الذين لم يغير أي منهم مواقفه المعلنة والمضمرة من بداية التشاور الاثنين الماضي.
وحصلت"الحياة"على وقائع المداخلات من مصادر متعددة، من بداية الجلسة حتى نهايتها.
افتتح بري الجولة الرابعة بالدعوة الى متابعة الجلسة.
تويني: موضوع تقديم عريضة نيابية للمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية لم تكن مزحة وأنا أكرر الطلب وأضع العريضة بتصرف الرئيس بري. هناك من يطرح في إعلامه اجراء مقايضة بين المحكمة الدولية والثلث المعطل، أنا هنا أتكلم باسم ابني جبران وقد أخذت مقعده على رغم انني أقدم البرلمانيين بينكم. أنا غير مستعد للمقايضة على دم ابني ونحن غير مستعدين للمقايضة على دماء شهدائنا.
حرب: المحكمة الدولية هي أحد الهواجس، ويجب بحثها بالكامل وعلينا التفاهم عليها. أما بالنسبة الى المقايضة بين المحكمة والثلث المعطل فأنا ضدها ولا علم لي بها، ولا أحد في 14 آذار يوافق عليها. المحكمة لا تعنينا وحدنا بل تعني اللبنانيين.
بري: القصة ليست قصة 14 آذار. هناك هواجس تفرعت عن نقطة البحث في الحكومة وتكلمنا عن أكثر من هاجس، القرار 1701، المحكمة الدولية، رئاسة الجمهورية، وإذا كان الإعلام قد ربط بينها فأين المشكلة؟
حرب: ما بحثناه لم يربط أيا من الأمور ببعضها بعضاً.
بري: دعونا نعود الى موضوع الحكومة.
حرب: يجب أن نتوافق في شأن الهواجس، أي برنامج الحكومة.
تويني: حكومة الوفاق الوطني ستأخذ قرارات وعلى رأس جدول أعمالها المحكمة الدولية، رئاسة الجمهورية، القرار 1701، قانون الانتخاب، استكمال تنفيذ اتفاق الطائف وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية واللامركزية الادارية وانشاء مجلس الشيوخ. هناك رفض لتعديل الطائف، لكن لا رفض لاستكمال تنفيذ البنود غير المنفذة.
جعجع: أريد العودة الى موضوع المحكمة الدولية التي احتلت حيزاً كبيراً في الجدل السياسي وتركت جرحاً كبيراً في قلوب اللبنانيين، عبر عنه الاستاذ غسان تويني في مداخلته، هناك شكوك كبيرة حول موقف رئيس الجمهورية ولدى المحكمة إمكانية للكشف عن مرتكبي الجرائم منذ فترة طويلة. أما التفاصيل فتبحث في داخل مجلس الوزراء. ان شارل رزق قام بواجبه وان القاضيين رالف رياشي وشكري صادر قاما بواجبهما ولا علاقة للقضاة بنا، وان أحد القضاة الاثنين، وهو رالف رياشي حكم عليّ خمس مرات بالإعدام. وعلى كل حال فإن لحود هو الذي اقترح الفريق المكلف من القضاة متابعة مسألة تشكيل المحكمة الدولية، وهؤلاء القضاة كانوا يضعون رئيس الجمهورية تباعاً في ضوء كل ما يقومون بالتفصيل. وكنت أسأل رزق عندما التقيته ما الذي يحببك بإميل لحود؟ وكان جوابه ان الأمانة تقتضي مني إطلاعه على كل التفاصيل وان لحود يقول ان لا علم لديه بشيء.
تويني: وبقرار هو شارك باتخاذه.
جعجع: هناك شكوك وريبة حول موضوع المحكمة لا سيما في موقف رئيس الجمهورية، ولا أشك في نيات أحد على هذه الطاولة. نظام المحكمة سيناقش في مجلس الوزراء ولنؤكد نحن من جانبنا دعمنا لهذه المحكمة انسجاماً مع قرارنا السابق الداعم لها.
بري: نشكرك وأنا أصبحت محتاراً كيف نتعاطى؟ وكأن فريقاً منا يتهم فريقاً آخر في موضوع المحكمة الدولية مع ان مؤتمر الحوار الوطني أجمع عليها ولتكن المحكمة نقطة توافق وتفاهم وليس خلافاً أو تناحراً بيننا، لكن من حقنا مناقشة التفاصيل بعدما وصلت المسودة إلينا، والمفروض أن تدرس، قيل ان طرح حكومة الوحدة الوطنية هو التفاف على المحكمة، ذكّرنا جميعاً بالتزام الحوار بهذا الشأن. والحاج محمد رعد قال أنا مع المحكمة الدولية، توافقنا سابقاً عليها في طاولة الحوار ومن حقنا مناقشة التفاصيل ولا أعرف لماذا هي الآن موضع أخذ ورد، وصلت المسودة ويفترض أن تناقش في مجلس الوزراء ويجب أن تحفّزنا على التوافق لا أن تكون عامل تناحر بيننا.
الوزير حمادة قال لي مع وفد 14 آذار إذا سهل أمر المحكمة فإن الأمور الأخرى ستسير في شكل أسرع.
جعجع: أنا أطرح الموضوع لأن الصحافة تناولته وكأن هناك مقايضة وهذا غير صحيح ونرفض مقايضتها بالثلث المعطل.
تويني: مجلة Economist البريطانية كتبت عن لسان مستشار توني بلير الذي اجتمع بالقيادة السورية أخيراً أن موضوع المحكمة الدولية هو أولوية الأولويات في سورية.
عون: أنا ضد كلمة الثلث المعطل. أنا أدخل للمشاركة وليس للتعطيل.
الصفدي: في الجلسات السابقة كان هنا إجماع وترحيب من قوى 14 آذار لاشتراك التيار الوطني الحر في الحكومة، وأعتبر ان بدخول التيار الوطني تصبح كل الكتل النيابية ممثلة في الحكومة، وعندها تصبح هذه الحكومة حكومة وفاق وطني. وأدعو الجنرال عون ليتفضل ويشارك ب4 وزراء في الحكومة ونعتبر البند الذي نناقشه بما انه تحت تسمية حكومة الاتحاد الوطني قد أنجز. وننتقل الى البند الثاني وهو قانون الانتخاب إلا إذا كان الهدف من المطالبة بإشراك الجميع هو تعطيل الوفاق الوطني بواسطة الثلث المعطل أو سموه الثلث المشارك.
رعد: إذا بقينا نناقش في كلمات وتعابير عامة من دون أن نضع اصبعنا على الجرح سنبقى في محلنا، انظروا الى محاضر الجلسات منذ اليوم الأول حتى الآن تجدوا اننا في المشكلة والدوامة، على رغم ان مفردات كانت تصدر من هنا وهناك وعلى سبيل المثال المحكمة الدولية وسلاح المقاومة والقرار 1701. والاعلاميون أحرار في تفسير الأمور كما يشاؤون ولا يعني اننا ملزمون حتى عندما يتحدث الإعلام عن المقايضة، يجب ألا يقال ان هناك جهات لها مقاصد، تطرح المقايضة ونحن لسنا بصدد طرح أي نقطة من خارج جدول الأعمال، ونقول ان الحكومة تشكلت على أساس تفاهم سياسي لم يعد موجوداً بين الأطراف. يجب ان يكون هناك تفاهم سياسي ونحن نقول ان لا أكثرية ولا أقلية في الحكومة ونريد الآن ضمانة للأقلية طالما انكم تعتبروننا معارضة، فاتركونا خارج الحكومة واحكموا وحدكم اذا رفض الثلث المعطل. نحن نريد التفاهم والتوافق الوطني على آلية تضمن الوفاق وإذا لم توافقوا على مطالبنا فأنتم أكثرية وتفضلوا احكموا وحدكم. ما المشكلة في أن نصبح في نظام أكثرية وأقلية. نحن نلتزم كل ما أقرته طاولة الحوار ولم نطرح أي شيء للمقايضة عليه. ونحن الآن على طاولة التشاور لأن الحكومة لا تستطيع أن تحكم وعاجزة عن حل الأمور. وقد نستغني عن كل الطاولات إذا وجدت حكومة وفاق وطني.
حرب: لا أحد يريد أن يحكم وحده، والمبادئ العامة واضحة وموافقون عليها وما هي الأسس التي شكلت على أساسها هذه الحكومة ولم تعد موجودة الآن، أريد أن أعرف أين لم تلتزم الحكومة وعلى كل حال إذا أردنا تشكيل حكومة يجب أن نتفق على الأسس وعلى برنامجها لأننا لسنا في وارد الاختلاف في مجلس الوزراء.
الحريري: يا حاج محمد رعد أنت تقول ان لا ثقة لك بنا عندما نتحدث عن المقاومة وسلاحها وتريد ضمانة، أسألك ما هي ضمانتنا لئلا تنسفوا الحكومة من الداخل، إذاً يجب أن نتفاهم. المؤسسات لها طريقة للعمل رئاسة الجمهورية معطلة مجلس الوزراء موجود والمجلس النيابي موجود كيف يمكن الوصول الى مرحلة نبني فيها حكومة وفاق وطني من دون ان يعطل أحدنا على الآخر، اتفقنا على المبادئ على طاولة الحوار وأنتم تقولون لنا إنكم موافقون في المبدأ لكن تريدون مناقشة التفاصيل، والشيطان يكمن في التفاصيل. إذن، عندكم ثلث مشارك فالانفجار سيحصل لأن ما اتفق عليه على طاولة الحوار لم ينفّذ منه شيئ ومع الثلث المعطل أو المشارك كما تريدون فالانفجار قادم حكماً بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين، اذا لم نغيّر الهواجس فلا فائدة من التشاور مع الملاحظة أن الوزراء سيعودون الى كتلهم وأحزابهم، ما زلنا نبحث في هواجسكم انت تريد الثلث المعطل لكنك لا تقر لي بهواجسي التي ليست محصورة في المحكمة الدولية.
رعد: نحن لسنا في عالم المثاليات، نحن نعمل في السياسة وهناك حكومة يجب أن تسير الأمور وليس من الضروري ان ندخل عليها و"نكسر"بعضنا، وهذا موضوع الرئاسة لم يحل.
الحريري: صحيح هذا الموضوع لم يحل لكننا لم ننزل الى الشارع.
رعد: دع الشارع جانباً، كلنا حريصون على البلد خلينا نعمل على خطوات تكريّس منطق التفاهم.
الجميل: كلام الحاج يدعو للاطمئنان ان أحداً لا يريد أن يكسّر البلد، لكن الطرح الدراماتيكي للتواريخ طرحتها المعارضة وهي طرحت التعديل الوزاري والأكثرية ليست وراء طرح الأزمة، المعارضة طرحت التعديل ومن الأساس عندما وافقنا على دعوة الرئيس بري. لأن لدينا ثقة به برغم اعتراضنا على جدول الأعمال ولا نريد المناقشة بموضوعي الحكومة وقانون الانتخاب، اذا أردتم أن أمشي كما يحكي الحاج رعد، يعني انكم تكرّسون منطق الغالب والمغلوب وهذا ما نفهمه من كلامكم. وبالنتيجة ان هذا المنطق يعطيكم الحق في اقالة الحكومة مجرد استقالة الثلث المعطل. نحن حضرنا الى هنا ولدينا نية حسنة، وفي المقابل عليكم أن تتفهموا ان المشكلات لا تحل بهذا الأسلوب سواء بالتلويح بالاستقالة أو بغيرها، أنا آسف أننا ندور في التشاور على التفاصيل وأهملنا طاولة الحوار التي تبحث في الأساسيات دعونا نعود الى جو مؤتمر الحوار ونبحث في المخاوف والمطالب، هناك مطالب محقة كانتخاب رئيس الجمهورية وموضوع المحكمة الدولية وللتذكير بأن الشيطان يكمن في التفاصيل نحن على حق عندما نطالب بمؤتمر باريس - 3 من دون عقبات وأذكركم هنا بالعقبات التي واجهها مؤتمر باريس - 2، المشكلة ليست في تقييد الحكومة لأن الحكومة أداة وليست هدفاً، ماذا تعني المشاركة، تشكيل الحكومة يعني قرار المشاركة، التعطيل الحقيقي هو في رئاسة الجمهورية، 32 صفحة من الملاحظات على المحكمة الدولية هذا هو التعطيل بعينه وليست المشاركة. وكما فهمت ان رئيس الجمهورية رفض لرئيس مجلس الوزراء موعداً حدده الاثنين غداً لمجلس الوزراء لمناقشة نظام المحكمة، هذا تعطيل، صلوا على النبي ودعونا نسير قدماً.
بري: أنتم على الطاولة تنوون الصدام والاختلاف ومن ثم النزول الى الشارع، اللهم فاشهد اني قد بلغت وهذا البلد ساعده الله وسيصيبه كوارث أكبر من اغتيال الرئيس رفيق الحريري والعدوان الاسرائيلي وسنبقى متفرقين ولن أتكلم بعد الآن.
جنبلاط: لا أحد يريد النزول الى الشارع. عندما يقوم أي طرف بإدخال البلد في المحاور تنفجر الأمور. واذا كان البعض في المحور السوري - الإيراني يظن انه كسب نقاطاً في التعثر الأميركي في الخارج ويريد ترجمة هذا الأمر في بيروت فهو مخطئ. وهذا خطير جداً وهذا لعب في النار يصب في مصلحة اسرائيل، ولا ننسى ما فعلته اسرائيل في حرب الجبل، الانتصار الذي يريده البعض خاصة في موضوع المحكمة الدولية سوف يفجّر الوضع. أما وقد وصلت الصيغة النهائية لمشروع المحكمة دعونا نناقش الموضوع فهو الأساسي لنا نحن في قوى 14 آذار ونحن المحور اللبناني. في عام 1958 حاول البعض الدخول في محور خارجي فانفجر الوضع في البلد. وكلنا جربنا الرهان على محاور خارجية وعرفنا ما أصابنا وأصاب البلد.
رعد: هذا أحد المواضيع الأساسية وأعني المحكمة الدولية، وليس الموضوع الأساسي، لبنان تعرض لعدوان أميركي واسرائيلي ونحن نرفض أن يصفق للأميركي.
جنبلاط: خلال الحوار ذكرنا كم أننا تحدثنا أمام البيت الأبيض دفاعاً عن سلاح المقاومة نحن لسنا المحور الأميركي، نحن المحور اللبناني من صفق على هذه الطاولة للأميركيين.
رعد: ان أحداً لم يصفق على هذه الطاولة، نحن ضد المحور الأميركي، وهذا هو هاجسنا. كيف نمنع من دمر لبنان وأعطى 33 يوماً لإسرائيل كي تذبح الأطفال، نريد ألا يذهب البلد باتجاه الوصاية الأميركية...
الحريري وجنبلاط والجميل بصوت عال:ٍ أنت من تتهم؟
جنبلاط: هذا كلام خطير، دعني أسألك، وليد المعلم يقول انه يريد صلحاً مع اسرائيل أما اذا قال أي لبناني نفس هذا الكلام فلماذا لا تخوّنه.
رعد: لا علاقة بأي كلام يصدر عن الخارج ولا علاقة لي بهم.
وهنا رفع بري الذي بدا غاضباً جداً، الجلسة وقال: أفضل حل ان نرفع الجلسة لمدة نصف ساعة واذا طرأ شيء جديد نعود الى استئناف الجلسة.
الحريري: والا ماذا، ماذا تريد؟
بري: أفضل حل، حكومة أكثرية وأقلية في المعارضة وكل واحد يقرر بنفسه.
فتفت: أو العكس يا دولة الرئيس.
علي حسن خليل: لم لا؟
بري: لا يمكن ذلك بسبب النظام الديموقراطي.
وهنا بدأت الاستراحة لنصف ساعة. وخرج بري من القاعة ودخل الى مكتب جانبي وأجرى لقاءات سريعة.
وعاد بري الى القول: دعونا نحسم الأمور.
رعد: جدول الأعمال حكومة وحدة وطنية وطرحت أمور أخرى في سياق النقاش وليس لدينا ما نضيفه. آليه التنفيذ هي حكومة الوحدة الوطنية مع الثلث المشارك ولا نرى جدوى من اعادة طرح ما قررناه جميعاً منذ اليوم الأول. حكومة الوحدة تطرح الأمور بما اتفقنا عليه ولا يفرض أحد على أحد أمرا واقعا ولا يقول له اتبعني. ما عدا ذلك لسنا قادرين على المشاركة في حكومة لا آلية ضامنة فيها.
جعجع: سأوجز موقفنا، نحن مع مشاركة الجنرال عون في الحكومة بترحاب، أما في ما يتعلق بالثلث المعطل كما هو مطروح فهو غير وارد بالنسبة إلينا. هناك داخل 14 آذار تيارات وأحزاب عدة، ولكنْ، هناك توجه عريض وطالما ان هناك تعارضاً من 8 آذار مع التوجه العريض لا نقبل بالثلث المعطل. على الأمور الأخرى نحن نختلف مع الحكومة في أحيان في شأن مواضيع تفصيلية تعني وزارة الاشغال أو التربية مثلاً وبالتالي فإن الثلث هنا متداخل.
حرب: الجو متشنج ويشغل البال منذ ربع الساعة الأولى يقولون حكومة وحدة وطنية مع ثلث معطل وإلا المواجهة السياسية والشارع. من واجبي لفت النظر، الحوار ما زال دائراً وقد سألت الحاج رعد ولم يجبني ما هي الأسس التي شكلت على أساسها الحكومة ولم نتفق عليها لاحقاً. اذا كان المطلوب تحويل الحكومة الى طاولة تشاور فهذا غير مفهوم. في الجو السائد حالياً إذا قلنا ان الحوار انتهى فإن البلد يفلت من أيدينا جميعاً ولا أحد يستطيع أن يكفل ماذا سيجري؟ وهذا سيخرب البلد. لندرك جميعاً خطورة الخلاف على هذه الطاولة إذا امتد خلافنا الى الخارج فهذا خطر على لبنان نتحمل مسؤوليته جميعاً. الأساس هو التفاهم على كل شيء قد يكون هناك أشخاص وسطيون وهناك حلول لعدم وقف الحوار، الرئيس السنيورة دعا مجلس الوزراء الاثنين للبحث في المحكمة الدولية، لتفسح المجال أمام المجلس على اتفاق يحصل بالنسبة الى المحكمة يمكن أن يسمح بإعادة الثقة والتشاور مجدداً.
سكاف: أشكر الرئيس بري على فرصة التشاور، إذا خرجنا من دون اتفاق فإن ذلك ينعكس على الشارع ولا نعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي، لا أحد"غشيم"، المنطقة تغلي بالمؤامرات وإرادة أميركا تقسيم المناطق طائفياً ومذهبياً، الخطر موجود فوق رؤوسنا ونحن نعطي فرصة ذهبية للخارج كي يشتغل فينا، إذا ذهبنا الى الشارع قد نفقد سيادتنا في بلدنا.
عون: في كل نظام ديموقراطي هناك ضوابط الحديث عن الثلث المعطل هدفه ان لا يكون هناك طغيان داخل مجلس الوزراء، انه ضمانة ونحن نبحث عنها هناك ثلاثة فرقاء يؤلفون الثلث المعطل ولذلك أنتم لا تريدون مشاركته.
الحريري: منذ أتينا الى هذه الطاولة وهناك مطلبان طرحا منذ عشرة أيام على أنهما ثوابت، يقال اما ان يحصل ما نريد وإما أن يخرب البلد. ونحن نقول على هذه الطاولة ان المشكلة الأساسية في تعدد الأزمة في مؤسسات عدة ويجب أن تحل في شكل شامل. لكن الفريق الآخر يطرح أزمة أساسية بالنسبة إليه ويطرح حلاً لها وأعني مشكلة الحكومة، وهو يريد الثلث المعطل بينما لا يريد حل أزمة الرئاسة وهي حقيقية وأساسية.
منذ التمديد الى اغتيال الرئيس الحريري الى الحرب، لا يريد أن يحل مشكلة الآخرين. وهذا الفريق يريد أن يحل مشكلته ليضمن سيطرة كاملة على الحكم ولا يريد للفريق الآخر أي مشاركة أو أي دور في البلاد. أما إذا كان المطلوب إدخال البلد في المجهول فليكن واضحاً ان ما جرى هو اختراع لمشكلة في البلد، اعتقد بأن همّ الناس في باريس - 3 أكثر مما يجري حالياً. اخترعت أزمة وتحوّلت الى مشكلة بينما الناس تريد الاقتصاد وإعادة إعمار بيوتها ومصانعها. يجري اختراع مشكلة ولا أعلم الى أين ستقود. لسنا من دعاة النزول الى الشارع ولسنا من قال إما ما نريد وإلا ننزل الى الشارع، غيرنا قال ذلك، غيرنا قال مهما قلتم وفعلتم وقررتم نحن نازلون الى الشارع. هذا البلد لا يحكم بالغالب والمغلوب وما يطرح هو غالب ومغلوب.
جنبلاط: سأعود الى المحكمة الدولية، عندما قتل كمال جنبلاط واستشهد معه للأسف ما بين 300 و400 مسيحي وبعد الأربعين قررت أنا الحل بالتسوية، اليوم ومع كل محبتي وتقديري لكل الشهداء هناك شهيد يتجاوز كل المعاني اسمه رفيق الحريري، وسعد الحريري لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين ولا يمكنه المقايضة على دمائه والمحكمة هي البداية ويا حاج محمد سلم لي على السيد حسن نصر الله وبلغه ان الحرب سهلة بالسلاح والانتصار في السلم أصعب بكثير.
رعد: نعود الى النقطة نفسها. نحن في بلد ديموقراطي ولا يعني اننا اذا لم نتفق ذاهبون الى الحرب والى قرع الطبول والفوضى. أنتم تتحدثون عن الفوضى لتوتير الجو ومنعنا من النزول الى الشارع، نحن جميعاً حريصون على السلم الأهلي وليس لدينا أي توجه باتجاه الفوضى أو الشغب. وفي المناسبة أقرأ ما قاله أحد نواب تيار المستقبل مصطفى علوش من ان المسألة ليست وفاء للنظام السوري بل انه عندما انسحب ترك جماعته وسياراته المفخخة.
السنيورة: لا أتبنى هذا الكلام لكن يجب أن نسترجع ما قيل من تخوين وتهم بالعمالة، لا تنس ان الناس تتأثر.
بري: استودعكم الله لحين عودتي من طهران، وحين عودتي من السفر سأرى ولن أدلي بتصريح الآن وليصرح كل واحد بما يريد وحسب ما يراه مناسباً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.