مضى حوالى شهر على اقتراحي أن نروّج لعبارة صهيوني نازي، وننحت منها كلمة"صهيونازي"، ولا يزال القراء يناقشون الموضوع. وكنت رددت رداً مباشراً على عدد من القراء واخترت مجموعة أفكار من قراء آخرين للنشر، وعدت من نيويورك لأجد مجموعة كبيرة أخرى اختار منها رسالة تستحق النشر. الزميل حسني عياش قال إنني توصلت الى مصطلح"صهيونازي"بما يشبه توارد الخواطر ووقوع الحافر على الحافر، ويضيف انه كان استعمل هذا المصطلح في مقال له في جريدة"الرأي"الأردنية في 12/3/1993 وكرره غير مرة معتقداً أنه أول من فكر به. إلا أنه يضيف أنه وقع صدفة على"أجندة فلسطين"وفوجئ بأسبقية الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب، رحمه الله، في صوغ المصطلح سنة 1971. الزميل حسني عياش اعترف بالفضل لصاحبه في كتابه الجديد"أميركا الاسرائيلية واسرائيل الأميركية"، وأنا اعترف بدوري للزميل والشاعر الراحل بالسبق في الموضوع. ما أقول عن نفسي هو ما قلت وأنا اعرض المصطلح في 5/9/2006، فقد قلت إن الهدف منه اغاظة الصهيونيين لأن لا شيء يثيرهم مثل نعتهم بالنازيين. وأرى أن العبارة، أو الكلمة، مبالغ فيها لأن جرائم النازية ضد اليهود أكبر كثيراً من جرائم حكومات اسرائيل بحق الفلسطينيين وبقية العرب، فلا شيء بين العرب واليهود يضاهي أفران الغاز. أرجو من القراء الذين تلقوا رسائل شخصية مني أن يزيدوا عليها ما سجلت اليوم عن خلفية"صهيونازي"، وأشكر القارئ رونالد برانش على موافقته، وقوله إن الصهيونيين النازيين هم من اتباع تيودور هرتزل. أما القارئ اسماعيل دبج فيقول إن جرائم اسرائيل تستحق بجدارة صفة النازية ويزيد"في اسرائيل تيار ديني يتزايد يومياً، وهو التيار الذي يطلق عليه التيار الحريدي من حراديم وهو تيار متدين ولكنه معاد للصهيونية من موقع أكثر تطرفاً. ومن هذا التيار حزب شاس الشرقي واحزاب حريدية اشكنازية مثل يهدوت هتوراه. هذه الأحزاب ليست صهيونية، وكلها يلتقى عند المواقف الأكثر تطرفاً ضد الفلسطينيين والعرب والتسوية. وكنت كتبت مقالين عن ليبيا والعقيد القذافي وتلقيت رسائل كثيرة انقسمت مناصفة تقريباً بين مقال عن كتاب واوبرا عن الأخ العقيد ومقال تحدثت فيه عن مأساة الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات المتهمين بنقل الايدز الى حوالى 400 طفل ليبي. أكثر الرسائل كان قاسياً جداً ولا يصلح للنشر، وليست لي قضية ضد العقيد القذافي، وإنما أحاول أن اتلمس الحقيقة. وكنت بعد 1998 دافعت عن ليبيا باصرار ضد الحملات الأميركية والعقوبات، ثم بدأت انتقد عندما تغير العقيد، من دون أن انسى دفاعاً أو هجوماً الوضع الداخلي السيئ، واختفاء المعارضين أو الزوار، مثل الأخ منصور الكيخيا والإمام موسى الصدر. هذه المرة كتبت انتصاراً للطبيب الفلسطيني الذي رأيت دمه مباحاً لأنه فلسطيني وعربي ومسلم، ويبدو أن هذه النقطة لامست وتراً عند قراء كثيرين، فقد كانت موضوع رسائلهم. وأقول لهم جميعاً إن ضبط الأعصاب أفضل، وما أحاول هو أن استحث العقيد القذافي على اعادة النظر في وضع الطبيب الذي لا يجد مَن يدافع عنه بعكس الممرضات اللواتي انتصر لهن بلدهن والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الانسان حول العالم. القراء متفقون على موضوع غير ليبيا، هو معارضة السياسة الأميركية، فلم أتلق هذه المرة رسالة واحدة معارضة بعد أن كتبت عن هذه السياسة وعدت اليها في حديثي عن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. القراء يحمّلون الولاياتالمتحدة، وادارة جورج بوش تحديداً، المسؤولية عن كل مصيبة من الارهاب الى غياب الديموقراطية. وهو رأي أجده نصف مصيب فالولاياتالمتحدة مسؤولة، إلا أننا مسؤولون قبلها وبعدها. وفي حين اتفق مع قراء كثيرين قالوا إن السياسة الأميركية تشجع على الإرهاب أو تبرره، فإنني أصرّ على أن الارهاب طلع من بيننا وإننا مسؤولون قبل الولاياتالمتحدة عن مقاومته، وتعرية الفكر المنحرف الذي يقوم عليه. وأصرّ على أن لا فائدة من تعليق تقصيرنا على شمّاعة الحكم الأميركي، فهذا لا يفيد شيئاً سوى استمرار المشاكل وتفاقمها، وهل الولاياتالمتحدة مسؤولة عن غياب الديموقراطية في بلادنا، وعن عدم وجود حكم قانون ومحاسبة ومساءلة وشفافية، ونقص حقوق المرأة. أرجو أن يجد القارئ م. محمد المفتاح، وهو سوري يقيم في الرياض، رداً في ما سبق على النقاط الأربع الأولى في رسالة منه، الكترونية وبالعربية، أختار منها النقطة الخامسة فقط لضيق المجال، فهو يقول إن الحركات الاسلامية العربية كانت متناقضة، فمنها من أخطأ ومنها من أصاب، والاخوان المسلمون في سورية أخطأوا عندما لجأوا الى العنف المسلح للوصول الى السلطة، وزادوا الطين بلة عندما قبلوا أن يكونوا أداة في يد الأجنبي لتصفية حساباتهم مع الحكومة، وهذه أخطأت عندما سنّت قانون الاعدام لكل منتسب الى الحركة، والحركة الاسلامية في الجزائر فازت بالانتخابات ولم ترق النتيجة للعسكر، فأخطأت الحكومة بالغاء الانتخابات وأخطأ الاسلاميون باللجوء الى العنف. وفازت حماس عبر انتخابات نزيهة وأخطأت الحكومة بمحاربتها. ويدعو القارئ في النهاية أن تقبل الحكومات العربية والحركات الاسلامية ببعضها بعضاً لوقف مزيد من العنف وسفك الدماء. المطلوب وقف العنف في كل بلد، وليس عندنا فقط. والقارئ لم يشر الى الاخوان المسلمين ومصر مع أن كل الحركات الاسلامية الأخرى، بما فيها المسالمة والمتطرفة، خرجت من تحت عباءة الاخوان المسلمين، وواجب هؤلاء أن يقودوا الحملة ضد العنف وأصحابه في كل بلد، فلا يكفي ان ينبذوه هم، ويمتنعوا عن ممارسته.