قررت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بدء اجتماعات لجنة صوغ الدستور الانتقالي بعد غد السبت على رغم مقاطعة المعارضة لها، وتبادلت الحكومة و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض الاتهامات عقب فشل محادثاتهما في القاهرة. وينتظر ان يخاطب الرئيس عمر البشير وزعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق بدء اشغال لجنة الدستور في حضور مسؤولين من جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد. وعاد الى الخرطوم امس وفد الحكومة و"الحركة الشعبية"من القاهرة بعد فشلهما في اقناع المعارضة بالمشاركة في لجنة صوغ الدستور الانتقالي، ولم يتوصلا الى اصدار بيان مشترك او الاتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات بين الحكومة و"التجمع"لاكمال الاتفاق الذي وقع بالاحرف الاولى في وقت سابق. وعلم ان وفد الحكومة طلب من"التجمع"ان يكون موعد انطلاق المفاوضات والتوقيع على اتفاق مصالحة بينهما في يوم واحد، وهو ما رفضته المعارضة بشدة واعتبرته تسويفاً وبمثابة وضع العربة امام الحصان. واتهم رئيس وفد الحكومة الى التفاوض مع"التجمع"وزير الحكم الاتحادي الدكتور نافع علي نافع"التجمع"بالتنصل من تعهداته السابقة بالمشاركة في لجنة الدستور من دون انتظار استكمال"اتفاق القاهرة"، موضحاً ان الحكومة ابدت استعدادها لتحديد موعد لتوقيع الاتفاق النهائي، غير ان مسؤولين في"التجمع"رفضوا ذلك وطالبوا بتحديد موعد للتفاوض باعتبارهم غير مفوضين، وان ذلك من شأن رئيس"التجمع"محمد عثمان الميرغني والوسيط المصري. وانتقد نافع"التجمع"وقال ان وفد الحكومة و"الحركة الشعبية"كان حريصاً على دفع"التجمع"الى المشاركة في لجنة الدستور وطرح اقتراحات عملية لكنه رفضها جميعها، مشيراً الى ان مطلب"التجمع"بحسم القضايا العالقة لم يجد قبولاً من حكومته لأنه لا توجد مسائل عالقة سوى مستقبل قوات المعارضة في شرق البلاد، وهو امر يمكن حسمه في يوم او يومين. لكن عضو قيادة"التجمع"التوم هجو اتهم الحكومة بتضييق"بوابة الدستور"التي من المفترض ان تؤدي الى سلام شامل وتحول ديموقراطي. وقال ان ممثليها في محادثات القاهرة وضعوا كوابح وشروطاً يصعب التعاطي معها موضحاً ان الدستور الانتقالي سيكون محكوماً عليه بالفشل لتجاوز القوى السياسية الرئيسية والمؤثرة. واعتبر هجو لجنة الدستور بداية غير موفقة لمرحلة السلام ومن شأنها قيادة البلاد الى التشرذم والتفرقة، مؤكداً ان"التجمع"المعارض سيستمر في نضاله بالوسائل المشروعة تحقيقاً للاجماع الوطني عبر جبهات مناوئة وتحظى بمساندة من الشعب. من جهة اخرى بدأت طلائع القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب البلاد في الوصول الى السودان اذ حط في الخرطوم 18 جندياً من نيبال من اصل 270 وينتظر ان يكتمل نشر 40 في المئة من 11 الف جندي ومراقب في ايلول سبتمبر المقبل. وذكرت الناطقة باسم مبعوث الاممالمتحدة الى السودان راضية عاشوري ان اكتمال نشر القوات الدولية سيكون خلال عام، وقالت ان افراد القوة سيتلقون تدريباً في نيروبي قبل نشرهم في القطاعات الستة المحددة. وتوقعت عاشوري ان يجري المبعوث الدولي الى السودان يان برونك محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الافريقي اليوم في اديس ابابا على هامش اجتماع مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الذي سيناقش تقوية دور الاتحاد في دارفور ومضاعفة قواته. واضافت ان رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في الخرطوم اطلع برونك على مساعي الاتحاد لاستئناف المفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور في منتصف ايار مايو المقبل في ابوجا وشدد على ضرورة ان تكون الجولة حاسمة ورجح ان تصل الى اتفاق اطاري يؤسس الى اتفاق نهائي يضع حداً للازمة في الاقليم. وعلم ان وفد الاتحاد الافريقي انهى زيارة الى الخرطوم طرح خلالها على قادة الحكم اقتراحات تسوية سياسية لازمة دارفور عبر اقتسام السلطة ومنح الاقليم حكماً شبه ذاتي، وتوجه الى اسمرا امس لطرحها على قادة التمرد قبل ان يعود الى الخرطوم ثانية في خطوة لتقريب مواقف الطرفين قبل معاودة محادثاتهما، وسيطلب من الجانبين ترفيع مستوى تمثيلهما في التفاوض حتى تكون الجولة المقبلة حاسمة ونهائية.