صب الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة جهوده على قاعدته الإنجيلية المتدينة في الأسبوعين الأخيرين قبل انتخابات الكونغرس المرتقبة، في ظل مخاوف من حدوث تحول في صفوف هذه القاعدة نحو الحزب الديموقراطي، ما يؤدي إلى إطاحتهم حتماً، من هرم السلطة الاشتراعية في حال ترجمته في صناديق الاقتراع في 7 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وبدأت الآلات الانتخابية للحزب الجمهوري في ولايات حاسمة في الجنوب والوسط الأميركي، بالعمل مع مجموعات كنسية واجتماعية لحض الإنجيليين على التصويت بكثافة في الانتخابات النصفية للكونغرس، في ضوء صدور استطلاعات جديدة للرأي العام تشير إلى تراجع ملحوظ للجمهوريين في أوساط هذه الأقلية. وأشار استطلاع لمجلة"نيوزويك"في عددها الأخير، إلى أن الحزب الجمهوري خسر تأييد 14 في المئة من الإنجيليين، وهم يشكلون ثلث مجموع الناخبين، في الفترة التي تلت انتخاب الرئيس جورج بوش لولاية ثانية في البيت الأبيض عام 2004. وعكس الاستطلاع أن 60 في المئة منهم يؤيدون الحزب الجمهوري، في مقابل 74 في المئة عام 2004، فيما ذهب 31 في المئة منهم نحو تفضيل الحزب الديموقراطي. وألقى الحزب الجمهوري ومهندس حملات الرئيس بوش الانتخابية كارل روف بثقله المادي والسياسي وراء استقطاب الإنجيليين منذ العام 2000، وهم يشكلون قاعدة الحزب لتماهيهم مع قيمه المتدينة والمحافظة، في مقابل التوجه الأكثر ليبرالية للحزب الديموقراطي. وضربت فضيحة النائب الجمهوري المستقيل مارك فولي ولاية فلوريدا والذي اعترف بالتحرش جنسياً بمتدربين مراهقين في الكونغرس، شعبية الحزب في أوساط هذه الأقلية، وتحاول القيادة الجمهورية الخروج منها اليوم. وعمدت بعض المجموعات الجمهورية في ولاية فلوريدا إلى إصدار بيانات إذاعية وخطية انتخابية تعترف بخطأ فولي وتحض الإنجيليين إلى"إسماع أصواتهم والتوجه مع جميع أفراد العائلة للتصويت، لأن عدم القيام بذلك هو خطيئة." ويعتمد الفوز بالانتخابات كثيراً على كثافة التصويت. وفاقم الأزمة بين الحزب الحاكم وقاعدته، كتاب صدر أخيراً لمساعد بوش السابق دايفيد كيو بعنوان"الإيمان المغري: القصة من الداخل حول الإغراء السياسي"والذي يتهم فيه إدارة بوش"بخيانة المحافظين والإنجيليين"، ويقول أن البيت الأبيض لم يكن جاداً يوماً بوعوده التي قدمها لهذه الأقلية، كما يتضمن مقتطفات من موظفين في الإدارة الأميركية. وكتب كارل روف أن هؤلاء الموظفين وصفوا الإنجيليين ب"الغريبي الأطوار"وال"مجانين". وعلى رغم نفي مكتب روف هذا الأمر، وسعت شهادات كيو الشرخ بين قيادة الحزب في واشنطن وقاعدته في الولايات المتدينة. واستفاد الديموقراطيون من سلسلة المصائب التي حلت بمنافسيهم ورفعوا الفارق في استطلاعات الرأي إلى 18 نقطة وبنسبة 55 في المئة من التأييد في مقابل 37 في المئة للجمهوريين. وتعتبر هذه الانتخابات الفرصة الأكبر للديموقراطيين منذ 1994 لانتزاع السلطة التشريعية من أيدي الجمهوريين. وعكست الاستطلاعات ارتفاع حظوظ الديموقراطيين في مجلس النواب حيث يحتاجون إلى 15 مقعداً لانتزاع الغالبية، ومجلس الشيوخ حيث الفارق أربعة مقاعد. وأشارت أرقام صحيفة"واشنطن بوست"إلى أن الحزب الديموقراطي، بدأ وللمرة الأولى منذ عشرين عاماً، بتحقيق مكاسب في ولايات انتخبت الرئيس بوش مثل تينيسي وأوهايو. ويحاول الحزب التركيز على مهاجمة الحرب على العراق، فيما يحاول الجمهوريون تسليط الضوء على سياساتهم لخفض الضرائب وخصوصاً للأثرياء وارتفاع سوق الأسهم وخلق فرص عمل.