اعلن الرئيس جورج بوش ان الحملة، التي يقوم بها"الارهابيون"في العراق، الموجهة الى الرأي العام الاميركي لن تنال من عزيمته على مواصلة المهمة في العراق، مجدداً معارضته اي تغيير رئيسي في الاستراتيجية في العراق. وأكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان البيت الأبيض"لا يعتزم اجراء مراجعة واسعة للاستراتيجية الأميركية في العراق". ويأتي هذا التأكيد بعد الدعوات المتكررة للمعارضة الديموقراطية الى اعادة النظر في السياسة الاميركية في هذا البلد والأنباء عن اجتماع مهم عقده بوش أمس ضم نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومسؤولين عسكريين وقائد القوات المركزية الجنرال جون ابي زيد وكبار مسؤولي البيت الابيض مع عسكريين اميركيين في العراق في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وأقر الرئيس الاميركي، في رسالته الاذاعية الاسبوعية، بأن شهر رمضان كان"قاسياً"بالفعل على الاميركيين والعراقيين. الا انه اعاد تفاقم اعمال العنف الى تزايد عمليات اقرار الامن في بغداد التي تقوم بها القوات الاميركية والى"استراتيجية دعائية متطورة"للارهابيين للسيطرة على وسائل الاعلام. واضاف"الا ان الشيء الذي لن نقوم به هو سحب قواتنا من ساحة المعركة قبل انهاء المهمة". واكد بوش ان الولاياتالمتحدة تقوم"على الدوام بتصويب"سياستها لمواجهة المشاكل الطارئة في العراق. واضاف:"سنواصل اعتماد الليونة وتقديم كل التعديلات اللازمة لضمان الانتصار". واعتبر الرئيس الاميركي ان الارهابيين"يعرفون بأنهم لن يكونوا قادرين على الانتصار علينا في المعركة، لذلك يشنون هجمات كبيرة على امل ان تؤدي صور العنف الى تحطيم معنويات بلادنا وتدفعنا الى الانسحاب". ولفت الى ان هذه الهجمات العسكرية تترافق مع حملة دعائية عدائية، مشيراً بالاسم الى قناة"الجزيرة"القطرية التي تبث عادة تسجيلات لمسؤولين في"القاعدة". وخلص بوش الى ان"الارهابيين يسعون الى تقسيم اميركا وكسر ارادتنا وعلينا الا ندعهم ينجحون في مهمتهم هذه". لا مراجعة شاملة ودعت رايس في مؤتمر صحافي في موسكو الى عدم المبالغة في تفسير اجتماع بوش مع مساعديه أمس وقالت:"لن أفسر هذا الاجتماع على انه توجد دفعة شاملة نحو مراجعة واسعة"في استراتيجية الحرب في العراق. وأضافت"عادة ما يجري تقويم خطة بغداد الأمنية مع انتهائها الذي يصادف نهاية شهر رمضان". ومع موجة العنف الاخيرة في العراق تزايدت الاصوات التي تطالب بوش باعادة النظر في سياسته في العراق، وبات الجمهوريون يخشون الهزيمة في الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل على خلفية الملف العراقي الذي بات يحتل الاولوية في اهتمامات الاميركيين. وعلى رغم الدعوات المتكررة للمعارضة الديموقراطية الى البيت الأبيض لاعادة النظر في السياسة الاميركية في العراق، لا يزال الرئيس الاميركي يقاوم هذه الضغوط على رغم تنامي الشكوك بين الاميركيين وتزايد القلق من نتائج الحرب في اوساط الحزب الجمهوري نفسه. وابلغ بوش مناصرين جمهوريين مساء الجمعة ان"هدفنا في العراق واضح ولا يتغير"، مندداً بالديموقراطيين الذين يريدون تصحيحاً للمسار بوصفهم مؤيدين لمنهج"الشك والهزيمة". وقال ان الرئيس السابق رونالد ريغان كانت لديه الارادة القوية لتحقيق النصر في الحرب الباردة، مشيراً الى ان النصر في الحرب ضد المتشددين الاسلاميين يتطلب الارادة القوية نفسها. واضاف:"على رغم كل المعارضة التي واجهها الرئيس ريغان من الديموقراطيين لم يتزحزح وتمسك بما يؤمن به". ووجه ابرز قادة المعارضة الديموقراطية في الكونغرس الاميركي مساء الجمعة نداء الى الرئيس الاميركي حضوه على اعادة النظر في السياسة الاميركية في العراق"قبل ان يصل الوضع هناك الى نقطة اللاعودة". فيما انتقد النائب الديموقراطي جون مورثا عناد بوش قائلاً:"لقد فقدنا تأييد الناس وحبهم واصبحنا وسط حرب اهلية". رسالة مفتوحة للديموقراطيين وجاء في رسالة مفتوحة اعدها زعيما المعارضة الديموقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب هاري ريد ونانسي بيلوسي موجهة الى الرئيس الاميركي ان"التأجيج السريع لاعمال العنف المذهبية وتفاقم حركة التمرد وتزايد الخسائر في العراق امور لم تعد مقبولة ولا يمكن ان تتواصل". ودعت المعارضة الديموقراطية الى اتخاذ الخطوات التالية منها بدء اعادة انتشار تدريجية للمهمة في العراق قبل نهاية السنة، وممارسة ضغوط على القادة العراقيين لضمان نزع سلاح الميليشيات، واجراء تقاسم متوازن للسلطة والموارد، وعقد مؤتمر دولي لدعم تسوية سياسية في العراق والحفاظ على سيادة البلاد. وجاء ايضا في الكتاب المفتوح، الذي وقعه ايضا نواب رؤساء اللجان المعنية بالحرب الدفاع والخارجية والاستخبارات...الخ،"ندعوكم الى تغيير الاتجاه والى التعاطي بصراحة مع الاميركيين والانضمام الينا لوضع سياسة ناجحة قبل ان يصل الوضع في العراق الى نقطة اللاعودة". وتزامن نشر الكتاب المفتوح مع اعلان البيت الابيض بأن الرئيس سيجري مشاورات مع قادة القوة المتعددة الجنسية في العراق وقادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط حول الوضع في العراق. وذكرت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان بوش التقى لمدة نصف ساعة الجمعة مع الجنرال جون ابي زيد الذي يشرف على الحرب في العراق بوصفه قائد القيادة المركزية الاميركية. في غضون ذلك، نددت المعارضة الديموقراطية بشدة بمعاقبة موظف في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، بتهمة تسريب تقرير سري حول العراق الى صحيفة"نيويورك تايمز". وقالت المسؤولة الثانية في لجنة الاستخبارات الديموقراطية جاين هارمن رداً على الاعلان ان موظفا ديموقراطيا في اللجنة منع من الوصول الى وثائق سرية و"انه من دون شك رد فعل انتقائي على تسرب معلومات". وتتصل القضية بكشف استنتاج توصلت اليه الشهر الماضي اجهزة الاستخبارات مفاده ان"النزاع العراقي بات يشكل اولوية بالنسبة الى الجهاديين"وان"الجهاد في العراق يبني جيلا جديدا من القادة والعناصر الارهابيين". واثار كشف هذا التقرير الذي عنوانه"اتجاهات الارهاب العالمي: التداعيات بالنسبة الى الولاياتالمتحدة"في ذروة الحملة الانتخابية استياء الرئيس الأميركي الذي اجبر على نشر خمس صفحات منه. ومن جهته، قال رئيس اللجنة الجمهوري بيت هوكسترا انه قرر اتخاذ عقوبة بحق الموظف بعدما تبين انه طالب بالتقرير قبل ان تنشره"نيويورك تايمز"بيومين.