فيما تباشر كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية اليوم مهام منصبها الجديد بعد أدائها اليمين الدستورية مساء أمس بالبيت الأبيض، أعلن في واشنطن عن قيام وزيرة الخارجية الجديدة بزيارة إسرائيل في أول زيارة خارجية لها خارج بلادها عقب توليها المنصب رسميا.ورغم اعتراض بعض الديمقراطيين على ترشيحها وإصرارهم على ضرورة محاسبتها عن أخطاء حرب العراق.. إلا أن رايس المقربة جدا من بوش أصبحت فعليا أول امرأة سوداء تتولى منصب وزير الخارجية, وتم التصديق على تعيينها من الحزبين بأغلبية 85 صوتا مقابل 13 صوتا وهم قالوا انها خدعت الكونجرس مرارا وكانت مسؤولة عن قرارات ومعتبرين انها ورطت الولاياتالمتحدة في صراع اضر بجهودها في مكافحة الإرهاب في شتى انحاء العالم. ورغم الاغلبية الكبيرة التي صدقت على تعيينها فقد لقيا رايس معارضة اكثر من اي وزير للخارجية الأمريكية في التاريخ الحديث. ووزيرا الخارجية الاخران اللذان لقيا معارضة لا يستهان بها في التاريخ الحديث هما هنري كيسنجر الذي اعترض عليه سبعة اصوات في عام 1973 والكسندر هيج الذي اعترض عليه ستة اصوات في عام 1981 وفقا لسجل تاريخ الكونجرس.وقال الجمهوريون وعدد من الديمقراطيين ان بوش يستحق الموافقة على الشخصية التي اختارها لادارة سياسته الخارجية واشاد عدد منهم بالسيرة الذاتية لرايس منذ نشأتها حتي صعدت لاعلى المناصب في البيت الابيض كمثال مشرق للحلم الامريكي. وقبل التصويت في مجلس الشيوخ وصف بوش رايس بانها موظف عمومي مشرف ورائع ينبغي التصديق عليه و ستكون وزيرة رائعة للخارجية واتهم الجمهوريون الديمقراطيين باستغلال عملية التصديق على رايس سياسيا من خلال المطالبة بيوم كامل للنقاش امس الأول رغم رغبة البيت الابيض في الموافقة عليها بسرعة في الاسبوع الماضي. لخلافة وزير الخارجية المستقيل كولن باول، وبذلك تصبح رايس أول أمريكية من أصل أفريقي تتولي هذه المهمة. وكانت جميع الاصوات المعارضة باستثناء صوت واحد من الديمقراطيين الذين انتقدوا رايس بزعم أنها ضللت الشعب الامريكي فيما يتعلق بأسباب إعلان الحرب على العراق وعدم صراحتها بشأن المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة هناك وكان مرشح الرئاسة السابق والعضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس جون كيري على رأس المعارضين إلى جانب إدوارد كنيدي من الولاية ذاتها والسيناتور المستقل من ولاية فيرمونت المؤيد للديمقراطيين جيم جيفورد ووصف كنيدي تعامل رايس وإدارة بوش مع الحرب بأنها فشل ذريع وورطة مستمرة لكن الجمهوريين سارعوا إلى الدفاع عن رايس مسلطين الضوء على قدرتها على توجيه السياسة الخارجية الامريكية والقى بوش بثقله السياسي قبل قليل من التصويت حيث حث مجلس الشيوخ على إقرار ترشيحه لصديقته على وجه السرعة الاستاذة الجامعية السابقة والادارية البارزة بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا ويعتقد مويدو رايس التي تعد خبيرة متميزة في الشؤون الروسية انها تمثل قصة نجاح اذ انها نشأت في مناطق جنوبية كانت تطبق التفرقة العنصرية مما جعلها رمزا لصعود الامريكيين من اصول افريقية وسبق ان خدمت رايس في ادارة الرئيس بوش الاب ابان حرب العراق الاولى ثم عملت مستشارة للامن القومي طوال السنوات الاربع الماضية رايس والبيت الأبيض وكتب جان لوي دوبليه مقالا نشرته رويترز أمس مؤكدا علاقة رايس بالبيت الأبيض منذ بوش الأب وحتى تولي منصبها الجديد اليوم كوزير للخارجية الأمريكية و صدق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس على تعيينها، صديقة مقربة منذ فترة طويلة للرئيس الأمريكي جورج بوش. وستكون رايس اول امرأة سوداء تتولى وزارة الخارجية ورايس 50 عاما بعد أن كانت تتولى منصب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي منذ وصول بوش الابن الى البيت الابيض في يناير 2001. وهي تنشط في اوساط العلاقات الدولية منذ اكثر من ربع قرن كما انها صديقة لكولن باول الذي تحل مكانه.وقد بدأت رايس العمل مع جورج بوش في التسعينات عندما كان حاكما لولاية تكساس بعدما بدأت تساور الابن طموحات رئاسية.وبفضل خبرتها التي جمعتها كعضو في مجلس الامن القومي في عهد بوش الاب من 1989 الى 1993، تمكنت رايس الخبيرة في شؤون الاتحاد السوفيتي السابق والتي تتكلم الروسية بطلاقة، من الفوز بثقة الحاكم الشاب وصداقته وعلاقاتهما قريبة جدا الان الى درجة انها نادت الرئيس زوجي خلال عشاء في واشنطن على ما نقل عنها مدعوون قبل ان تتراجع عن كلامها ويناديها بوش باسم كوندي تحببا ولا يتردد في وضع يده حول كتفيها علنا وتشارك كوندوليزا رايس جورج بوش حبه للرياضة وغالبا ما يتابعان مباريات البيسبول او كرة القدم الأمريكية معا عبر التلفزيون. وقال جورج بوش مازحا لدى اعلان تعيينها في الحقيقة تريد ان تكون عضوا في رابطة كرة القدم الأمريكية.وأنا اشكرها لأنها قررت مجددا طمس هذا الطموح لان الأمة بحاجة اليها.. ولدت رايس في 14نوفمبر 1954 في عائلة من البورجوازية السوداء المتوسطة في جنوب البلاد وهي امرأة عزباء انيقة تهتم بمظهرها وكانت تتولى في السنوات الاربع الاخيرة مهمة شاقة تقضي بتنسيق العلاقات بين البيت الابيض ووزارتي الخارجية والدفاع واجهزة الاستخبارات وقامت بمهامها في ظروف استثنائية مع هجمات الحادي عشرمن سبتمبر 2001 والحرب على العراق ورايس المحافظة النشيطة واجهت بعض الصعوبات في التوفيق بين عمالقة ادارة بوش الاولى مثل كولن باول ووزير الدفاع دونالد رامسفلد. وتعتبر استقالة ريتشارد كلارك العضو في مجلس الامن القومي المكلف بمكافحة الارهاب في فبراير 2003 واصداره كتابا يتهم فيه ادارة بوش ورايس باهمال التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة، نقطة سوداء في سجل رايس على رأس مجلس الامن القومي واجبرتها هذه المعلومات على المثول امام لجنة تحقيق مستقلة حول هذه الاعتداءات. ورفضت في مرحلة اولى ان يتم استجوابها متذرعة بفصل السلطات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والمخاطر على سرية العلاقات بين الرئيس الأمريكي وكبار مستشاريه قبل ان تقتنع بذلك بسبب ضغط الرأي العام. والدبلوماسية ليس المجال الوحيد الذي تبرع فيه كوندوليزا اذ كانت استاذة جامعية شغلت منصب المسؤولة الثانية في جامعة ستنافورد في كاليفورنيا في سن الثامنة والثلاثين. كما انها كانت عضوا في مجلس ادارة شركة "شيفرون" النفطية حتى ان ناقلة نفط عملاقة حملت اسمها هي لاعبة بيانو بارعة ولا تتردد في العزف امام الجمهور مع كبار الاسماء في عالم الموسيقى الكلاسيكية مثل عازف الفيولونسيل يو-يو ما. واسمها غير المألوف اخترعته والدتها أستاذة الموسيقى مستوحية من كلمة "كون دولتشيسا"(بنعومة). وخلال طفولتها التي تصفها بانها كانت سعيدة في برمنغهام الاباما جنوب عاصرت كوندي الاضطرابات العنيفة التي رافقت النضال من اجل حقوق السود المدنية. غونزاليس وزير للعدل وحتى الان اقر مجلس الشيوخ ستة من ترشيحات بوش التسعة من وزراء حكومته الجديدة وفي منصب وزير العدل اعتمدت لجنة الشؤون القانونية بمجلس الشيوخ أمس اختيار وزير العدل البرتو غونزالس رغم ما تعرض له من جدل واسع بسبب ما نسب أليه في المشاركة لاعداد مذكرة تبيح بصورة مبطنة استخدام التعذيب في معتقلات غوانتانامو وابوغريب وغيرهما وجاء القرار بأغلبية ضئيلة حيث صوت اعضاء اللجنة الجمهوريون العشرة لغونزالس فيما صوت ضده ثمانية اعضاء ديمقراطيين وعبر العضو الديمقراطي جوزف بيدن عن رأي المعارضة بقوله ان غونزالس يفتقد مقومات شغل الموقع على الرغم من انه يمثل تحسنا كبيرا بالمقارنة مع سابقه جون أشكروفت وكان ترشيح غونزالس الذي أدين خلال جلسات الاستماع للنظر في ترشيحه استخدام التعذيب ونفى ان تكون المذكرة التي شارك في صياغتها تسمح بذلك وتعهد ان ينأى بنفسه عن سياسات الدارة التي عمل فيها مستشارا قانونيا للبيت الابيض طيلة السنوات الاربع الماضية وان يقود وزارته باحترام كامل للقوانين ويعد اقرار اللجنة لترشيح غونزالس خطوة اولى يليها عرض الترشيح على مجلس الشيوخ باكمله وهو الامر الذي سيفضي حسب اغلب التوقعات الى اعتماد التعيين بصفة نهائية لكن اللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ وافقت على ترشيحه ويعرف جونزاليس بدوره أثناء عمله مستشارا بالبيت الابيض في وضع السياسة التي أتاحت للمحققين الامريكيين الاسانيد القانونية لاستخدام أساليب في التحقيق مع المعتقلين في إطار الحرب على الارهاب وصل بعضها إلى حد التعذيب. ووافقت اللجنة القضائية أمس على ترشيح جونزاليس بعد أن صوت جميع أعضائها العشرة الجمهوريين بالموافقة فيما رفض جميع الاعضاء الديمقراطيين الثمانية ترشيحه.وستكون الخطوة الاخيرة التي يتعين أن يجتازها جونزاليس لتولي المنصب هي موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه. وقال أعضاء المجلس الديمقراطيون: إنهم يريدون إجراء مناقشات مكثفة بشأن ترشيح جونزاليس لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق السجناء التي ارتكبها جنود أمريكيون في سجن أبو غريب بالقرب من بغداد. رايس.. تنظر للمجهول ام تفكر