تدرس لجنة تتمتع بصلاحيات كبيرة شكلها الكونغرس الاميركي خيارات واشنطن في العراق، وستخرج بسلسلة من التوصيات يمكن أن تشكل صفعة جديدة لسياسة الرئيس جورج بوش في هذا البلد. وأثار عمل اللجنة تكهنات كثيرة واهتمام وسائل الاعلام، نظراً إلى تولي وزير الخارجية السابق جيمس بيكر رئاستها، القريب جداً من بوش الأب ويتمتع بمكانة سياسية من الصعب معها تجاهل رأيه. وقال المحلل في المركز الأميركي للتقدم لورنس كورب ان"جيمس بيكر لا يورط نفسه في شيء لا يكون له تأثير كبير". وأضاف ان نتائج عمل اللجنة ستدرس بتمعن، وسيكون لها على الأرجح التأثير ذاته الذي أحدثته تلك التي حققت في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وأكد مصدر مشارك في اللجنة ما أوردته وسائل الإعلام من خيارات مطروحة، تشمل انسحاباً على مراحل من العراق، وفتح قنوات ديبلوماسية مع سورية وايران. وقال هذا المصدر، طالباً عدم كشف هويته، إن"هذين الخيارين مطروحان بين عدد من السيناريوهات التي تدرس". ويقضي خيار الانسحاب على مراحل من العراق ويحمل عنوان"انسحاب واحتواء"بانسحاب القوات الاميركية تدريجاً وانتشارها في القواعد القريبة في المنطقة. أما الخيار الثاني الذي يحمل عنوان"الاستقرار أولاً"، فيدعو الى التركيز على الاستقرار اكثر من بناء الديموقراطية ويطلب من الولاياتالمتحدة فتح قنوات ديبلوماسية مع سورية وايران اللتين تتهمهما واشنطن برعاية الارهاب. ويشكل كل من الخيارين تراجعاً كبيراً عن سياسات بوش الذي يؤكد باستمرار ان القوات الأميركية لن تنسحب من العراق، قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه، ولا يريد أي تعاون ديبلوماسي مباشر مع سورية وإيران. وأوضح المصدر المشارك في اللجنة ان خيار تقسيم العراق الى مناطق تتمتع بحكم ذاتي واسع للأكراد والسنّة والشيعة يدرس ايضاً، موضحاً أن التقرير النهائي للجنة لم يحرر بعد. وقال إن"المجموعة لم تقبل بشيء ولم تستبعد أي شيء". وكان بيكر صرح بأن اللجنة التي تضم عشرة اعضاء وشكلت في آذار مارس ستقدم تقريرها الى الرئيس والكونغرس بعيد انتخابات منتصف الولاية التي ستجري في 7 تشرين الثاني نوفمبر لتجنب انقسامات حزبية حادة. والمتوقع ان ترفض اللجنة معالجة إدارة بوش للوضع في العراق، لكن محللين توقعوا أن لا تدعو الى انسحاب فوري، يطالب به اعضاء في الكونغرس وناشطون معارضون للحرب. وأوضح كورب انه يتوقع ان تدعو اللجنة التي تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي الى انسحاب تدريجي يجبر القادة العراقيين على تولي المسؤولية الأمنية. وقال:"سيقولون ان الوضع الحالي ليس مناسباً ويقدمون عدداً من الخيارات". واضاف:"سيوضحون انه طالما يرى العراقيون اننا سنبقى في بلدهم الى الأبد، فليس لديهم أي سبب للقيام بما يجب عليهم". وكان بيكر نفسه، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الأب، حذر في مقابلة مع تلفزيون"بي بي اس"الاسبوع الماضي من انه لا حل سريعاً في العراق. وقال:"ليس هناك حل سحري لكل المشاكل التي نواجهها في العراق". من جهته، شدد لي هاملتون البرلماني الديموقراطي السابق الذي يرأس اللجنة مع بيكر وكان شريكاً في رئاسة لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول، على أهمية النتائج التي تتوصل اليها المجموعة. وقال هاملتون في البرنامج التلفزيوني نفسه:"نعترف جميعاً بصعوبة المشكلة". واضاف:"في الأسبوعين الأخيرين بدأنا ندرك كم تعول علينا البلاد للتوصل الى معالجة المشكلة العراقية".