شهد قطاع غزة امس تصعيداً ميدانياً ادى الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين ومقتل جندي اسرائيلي، على حد تأكيد المقاومة الفلسطينية، في هجومين منفصلين اكدت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس انهما لا يشكلان اي حرج لها على اعتبار ان الحركة تزاوج بين المقاومة والسياسة. وقالت لجان المقاومة الشعبية ومجموعات الشهيد أيمن جودة في"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، ان مقاتلين من مجموعاتها استشهدا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في حاجز"ايرز"شمال قطاع غزة صباح امس بعدما تمكنا من اختراق عمق الامن الاسرائيلي والتحصينات والوصول الى الموقع العسكري المجاور للحاجز. وأفاد الجيش الاسرائيلي ان مسلحين هاجموا الجانب الاسرائيلي من معبر"ايرز"الحدودي وألقوا قنابل يدوية وأطلقا النار على الجنود، موضحاً أن اثنين من المهاجمين قتلا في حين فر الثالث. وأضاف ان المعبر الذي يستخدمه العمال الفلسطينيون، أغلق. واضافت ان الشهيدين هما مروان عمار 18 عاما من لجان المقاومة الشعبية، ومحمد رمضان 18 عاما من كتيبة المجاهدين التابعة لمجموعات الشهيد ايمن جودة، فيما نجا ثالث من وحدات الشهيد أيمن جودة. واشارت الى مقتل جندي اسرائيلي واصابة اربعة آخرين في الهجوم، وهو الاول من نوعه منذ فوز"حماس"بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات التي جرت في 25 الشهر الماضي. واعتبر قياديون من لجان المقاومة الشعبية و"كتائب الاقصى"في مؤتمر صحافي في غزة امس العملية رداً اولياً على جرائم الاحتلال، وآخرها اغتيال قائد"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي"احمد ردّاد في نابلس أخيراً. ورجح هؤلاء ان تبارك"حماس"العملية نظراً الى انها تأتي في سياق الرد الطبيعي من المقاومة على جرائم الاحتلال، واستبعدوا ان تسبب العملية حرجاً ل"حماس"، مشددين على عدم قبولهم اعلان هدنة طويلة الامد في رد على اقتراح قدمه قادة من"حماس"في القاهرة اخيراً. "الاقصى"تتوعد بمزيد من الهجمات وتوعدت"كتائب الاقصى"في اعقاب العملية بتنفيذ مزيد من العمليات، وقال القيادي فيها محمد حجازي في تصريحات ان"على الاحتلال ان يستعد لمزيد من العمليات البطولية التي ستنفذها المقاومة في العمق الاسرائيلي"، مشدداً على"حق فصائل المقاومة في الرد على الجرائم التي تواصل ارتكابها قوات الاحتلال". واشار الى ان قوات الاحتلال نفذت اخيرا عددا من عمليات الاغتيال في حق قادة المقاومة، خصوصا"كتائب الاقصى"و"سرايا القدس"اللتين فقدتا 12 شهيداً. من جهته، اعتبر الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري ان العملية تأتي في اطار رد الفعل الطبيعي على الجرائم الاسرائيلية وسياسة الاغتيالات في حق ابناء الشعب الفلسطيني، محملاً الاحتلال المسؤولية عن الاثار المترتبة على عدوانه. ونفى في تصريحات في اعقاب الهجوم ان تكون العملية تسبب حرجاً ل"حماس"، معتبراً ان الحركة تزاوج بين المقاومة والسياسة ولن تغادر برنامج المقاومة الى غيره"فنحن برنامج مقاومة ولسنا برنامج حكومة". وفي وقت لاحق، استشهد فلسطيني ثالث الى الشمال من بلدة بيت حانون في منطقة تقع الى الشرق من معبر"ايرز"شمال القطاع، واصيب آخر بجروح خطيرة. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الشهيد طارق ابو هربيد 35 عاما وصل الى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع جثة هامدة، فيما وصل معه الشاب موسى أبو شلوف 26 عاما مصابا بجروح خطيرة. وقالت سلطات الاحتلال ان ابو هربيد وابو شلوف كانا يزرعان عبوة ناسفة في المنطقة التي استشهدا فيها، علما ان جداراً يفصل اراضي القطاع عن مناطق اسرائيل حيث تتمركز قوات الاحتلال خلف هذا الجدار منذ الانسحاب الاسرائيلي من القطاع في 12 ايلول سبتمبر الماضي في اطار خطة الفصل الاسرائيلية الاحادية الجانب.