أعلن متمردو شرق السودان الذين وقعوا نهاية الأسبوع اتفاق سلام مع الحكومة، انهم سيقاتلون القوات الدولية في إقليم دارفور غرب الى جانب قوات الحكومة السودانية. إلا أنهم رفضوا"المشاركة في الحرب"ضد مناصري حركات التمرد في دارفور المنتشرين في شرق السودان والمتمسكين برفض اتفاق السلام الموقع في أبوجا في أيار مايو الماضي. وجاء موقف متمردي الشرق في وقت بدأ الفريق سلفا كير ميارديت، نائب الرئيس عمر البشير، اتصالات مكثفة مع"جبهة الخلاص الوطني"و"حركة تحرير السودان"، وكلاهما رافض لاتفاق أبوجا، بهدف اقناعهما بالإنضمام إلى عملية السلام. وكشف القيادي في"جبهة الشرق"عبدالله محمد أحمد كنة ل"الحياة"ان الجبهة"دشّنت اتصالات ووضعت خططاً لاقناع حركات دارفور الرافضة لاتفاق أبوجا بالانضمام الى عملية السلام والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية من خلال الحصول على مطالبهم المعقولة التي يرفعونها عبر حوار جدي لإكمال آخر حلقات السلام في السودان". وقال:"تربطنا علاقات خاصة مع حركات دارفور، وهذا ما يمكننا من الدخول في مشاورات ومناصحات لتجنيب البلاد خطر التدخل الدولي". وتابع:"سنطلب من فصائل دارفور فتح حوار مع المجتمع الدولي واقناعه بتحويل تمويل القوات الدولية الى إعادة إعمار دارفور وتحقيق الاستقرار". وحول موقف"جبهة الشرق"من مقاتلي حركات تمرد دارفور المنتشرين في الشرق بعد توقيع وقف النار مع الخرطوم، أكد كنة"إننا لن نقاتلهم إطلاقاً لأنهم أصحاب قضايا ولن نقاتل أصحاب القضايا مثلنا ولو كنا جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية". إلا انه ابدى تفاؤلاً بحل القضية"في قت قريب". وأكد رفض"جبهة الشرق"نشر قوات دولية في دارفور"حتى لا تتكرر في السودان تجارب العراق وأفغانستان والصومال". وأضاف:"سنحارب الى جانب الجيش الحكومي إن استدعى الأمر للحفاظ على سيادة السودان". وأكد الموقف ذاته الأمين العام ل"جبهة الشرق"مبروك مبارك سليم الذي اشار الى ان الموقف من التدخل الدولي ونشر قوات في دارفور"هو موقف مبدئي وليس لأننا سنكون مشاركين في الحكومة". وأكد الالتزام التام باتفاق السلم الموقع في أسمرا قبل ايام مع حكومة الرئيس البشير. وقال:"سنبدأ اجتماعات مكثفة لتحديد خطوات السلام المقبلة وتسمية ممثلينا في الأجهزة التشريعية والتنفيذية ومستقبل القوات قوات"جبهة الشرق"". وأشار الى ان الحكومة التزمت تسليم قبائل الرشايدة ما تبقى من تعويضات بسبب مصادرة الحكومة ممتلكات تعود إلى هذه القبيلة العربية القاطنة على الحدود مع اريتريا. الى ذلك، قال السفير سام ايبوك، رئيس فريق تطبيق اتفاق سلام دارفور، إن النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت وكبير مساعدي رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور مني أركو مناوي وممثلين للاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي والاتحاد الأوربي أجروا اتصالات مع الأطراف التي لم توقع اتفاق أبوجا"للإنضمام إليه لتحقيق السلام في دارفور". وقال ايبوك في تصريح إلى وكالة الأنباء السودانية إن تطبيق اتفاق أبوجا يسير ببطء، إلا أن الجهود لا تزال تُبذل لتأسيس المفوضيات والسلطة الانتقالية لإقليم دارفور وحل قضية الجنجاويد وقضية الحوار الدارفوري - الدارفوري وتعيين المراقبين لمراقبة تطبيق الاتفاق. وقال إن الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والحكومة يقدمون المساعدات اللوجستية والتسهيلات التي تجعل الدارفوريين يحددون من يجب أن يشاركوا في مؤتمر الحوار الدارفوري - الدارفوري.