كشف تاج الدين نيام، كبير المفاوضيين في حركة العدالة والتحرير، ووزير إعادة الإعمار في السلطة الإقليمية لدارفور، ل”الشرق”، عن تدشين السلطة الإقليمية مطلع فبراير المقبل في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضاف أن التدشين سيتم وسط حضور دولي وإقليمي ومحلي، وبمشاركة خليط من الأحزاب السودانية والشخصيات القومية والمنظمات الدولية؛ كي يكونوا شهوداً على تنفيذ اتفاق السلام في دارفور. وأرجع نيام نقل مقر السلطة إلى الفاشر في دارفور بدلاً من الخرطوم؛ لتفادي تجربة السلطة السابقة، ولكي يكونوا قريبين من موقع الحدث في دارفور. وذلك لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، بجانب الحضور بقرب القوات الدولية لحفظ السلام في دارفور “اليوناميد”. وقال إن السلطة ستبدأ في تنفيذ الاتفاق ولن تنتظر الآخرين. في إشارة منه للحركات الدارفورية الرافضة لاتفاق الدوحة. ولكنه استدرك قائلاً “سنسعى لجذب الآخرين وضمهم إلى مسيرة السلام”. وأشار إلى سلسلة من المشاورات مع الأحزاب السودانية شملت الشيوعي السوداني والأمة القومي والمؤتمر الشعبي، وبقية الأحزاب الأخرى في البلاد؛ لأن السلام لن يتحقق إلا بالإجماع. ونفى وجود أي تنافر بين مكونات السلطة الإقليمية لدارفور. وقال إن ولاة ولايات دارفور الخمس هم ركائز السلطة، وأن ولاة دارفور الخمسة هم نواب لرئيس السلطة الإقليمية. وأوضح نيام أن السلطة الإقليمية تتكون من جهاز تنفيذي، في سدته رئيس السلطة ومساعده لشؤون السلطة، بجانب 11 وزيراً وخمس مفوضيات. وتم حتى الآن تعين أربعة ولاة. وأن والياً واحداً لم يؤدّ اليمين الدستورية حتى الآن. وكشف الوزير الدارفوري عن توجهه غداً إلى زالنجي لاستقبال والي الولاية الجديد بعد غد. فيما يستقبل رسمياً والي ولاية وسط دارفور الإثنين المقبل لاستلام مهامه رسمياً إذناً ببدء فجر السلام في الإقليم المضطرب بالأحداث. وألمح إلى عدم موضوعية رفض أحد الولاة تكليفه بولاية أخرى. وقال إن العمل السياسي عمل ديناميكي يخضع لتقديرات مختلفة، من بينها مرئيات رئيس الحزب. وأضاف أن حركة التحرير والعدالة، بزعامة الدكتور التجاني السيسي، الموقعة على اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، نالت ولاية واحدة من بين الولايات الخمس، وهي ولاية غرب دارفور، التي تم فيها تعيين القيادي حيدر قاقفالوكما من قبيلة المساليت. وقال إن قاقفالوكما تعني بلغة المساليت قلبَ الأسد. وقلل من شأن التظاهرات الغاضبة في ولاية جنوب دارفور احتجاجاً على إقالة الوالي المنتخب وتعين آخر من قبل السلطة الانتقالية. وقال إنه حضر في مدينة جنوب دارفور لاستقبال الوالي الجديد بتكليف رسمي من رئيس السلطة، وكممثل شخصي له. كما استقبل الوالي الجديد استقبالاً رسمياً وشعبياً، وسط حضور وترحيب كبير، وأن التظاهرات لا تخلو من بعض الأغراض. وقال نيام “همنا الأول هو إعادة الأمن لدارفور، وهو أولوية مقدمة على مسألة إعادة النازحين؛ لأن الأمن ضرورة ملحة، بجانب تقديم الخدمات”. مؤكداً حرصهم على التعامل مع ولاة الولايات في دارفور لإنجاح المهام. يذكر أن اتفاق الدوحة لسلام دارفور، الذي وقع في العاصمة القطرية الدوحة، أنهى فصولاً من الاقتتال في ولايات دارفور. والآن بعض الحركات الدارفورية المسلحة ترفض الاتفاق، ومن بينها حركة العدل والمساواة، بقيادة زعيمها الراحل الدكتور خليل إبراهيم، بالإضافة إلى حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، وحركة تحرير السودان الأم بقيادة أبوالقاسم إمام، والي غرب دارفور الأسبق، وحركة تحرير السودان بقيادة مساعد رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الإقليمية السابق مني أركو مناوي. وشهد إقليم دارفور قتالاً عنيفاً مع المركز في الخرطوم؛ لاتهامه له بتهميش دارفور والإنسان في دارفور. وسعت الحكومة لحل مشكلة دارفور سياسياً، من خلال عقد سلسلة من جلسات التفاوض في مختلف البلدان الإفريقية. وتوصلت لاتفاق مع حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، التي انشقت لاحقاً إلى مجموعة من الحركات في اتفاق في أبوجا النيجيرية.