نشط وسطاء الاتحاد الافريقي بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور في مسعى لحمل اطراف النزاع على تبني"اعلان مبادئ"وتوقيعه خلال جولة المحادثات بينهما المنتظرة في منتصف الشهر الجاري والتي ستكرس لمناقشة اقتسام السلطة والثروة. وطرح كبير مفاوضي الاتحاد السيد سالم أحمد سالم افكاراً على الأطراف خلال زيارته للخرطوم التي اختتمها أمس. وجاء ذلك في وقت اعطى مجلس الأمن الوساطة الافريقية قوة دفع جديدة باعلانه دعمه اللامحدود لها، قاطعاً بذلك الطريق أمام محاولات نزع ملف القضية من محيطها الافريقي. ودعا المجلس أطراف نزاع دارفور الى التزام بنود وقف إطلاق النار وحضها على الإقبال على طاولة التفاوض، خصوصاً"حركة تحرير السودان". وطالب المجلس في جلسة مشاورات غير رسمية الحكومة ومتمردي دارفور بالعودة الى التفاوض بجدية في ابوجا. وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن روح بيان مجلس الأمن تؤكد أن هناك تلكؤاً من جانب"حركة تحرير السودان"وإنها العقبة أمام قيام الجولة المقبلة. وحض كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم"حركة تحرير السودان"على الذهاب الى أبوجا برؤية واضحة، مؤكداً خلال لقائه الأمين العام للحركة السيد مني اركو ميناوي ضرورة انعقاد المؤتمر العام للحركة قبل الموعد المحدد لبداية التفاوض. وقال الناطق باسم القيادة العسكرية للحركة السيد محمد حامد ان ميناوي ابلغ الوسيط الافريقي ان فترة ال 15يوماً المتبقية من موعد انعقاد الجولة قصيرة ولا تكفي لانعقاد المؤتمر. وعلمت"الحياة"ان سالم طرح على قيادات المتمردين افكاراً ومقترحات لتسريع جولة المفاوضات الجديدة. في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لجبهة الشرق المتمردة السيد مبروك سليم مبروك مساء أمس اطلاق ثلاثة من قيادات المجلس التشريعي في ولاية البحر الأحمر ظلت تحتجزهم الجبهة منذ شهور. وقال مبروك في مؤتمر صحافي بثته الفضائية الاريترية في حضور الرئيس اسياس افورقي، ان الثلاثة الذين سيفرج عنهم هم رئيس لجنة الخدمات في المجلس التشريعي السيد محمود ادريس ورئيس اللجنة الاقتصادية السيد السر وداعة ورئيس شعبة القوى العاملة السيد عيسى العمدة. وينتظر ان يصل الثلاثة الى الخرطوم الأسبوع المقبل. وفي القاهرة أعرب النائب الأول للرئيس السوداني رئيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"سلفا كير ميارديت عن أمله بالمُضي قُدماً في تنفيذ اتفاق السلام. واستقبل الرئيس حسني مبارك سلفا كير أمس في أول زيارة يقوم بها خارج السودان منذ توليه منصبه الشهر الماضي. وأكد الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أن مبارك مهتم ايضاً بدعم جنوب السودان على نحو يرجح خيار الوحدة ويجعل خيار الانفصال يتراجع بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، وقال إن مبارك وافق على انشاء فرع لجامعة الاسكندرية في جوبا في جنوب السودان وفتح قنصلية مصرية هناك. أما سلفا كير فقال أن محادثاته مع مبارك تطرقت الى كيفية مساعدة مصر في التنمية وإقرار السلام وتحقيق وحدة السودان. وعن رؤيته لمستقبل السودان في ظل الحديث عن وجود أفكار تقسيمية قال إن"اجندتنا لا تتضمن تقسيماً لبلادنا"، مؤكداً ان"الحركة الشعبية"ناضلت من أجل وحدة السودان. وشدد على أنه"يجب أن لا يشعر أحد في السودان بالتهميش في بلاده".