موجة من الفرح العارم طغت على الأوساط الأدبية والسياسية في تركيا عقب الاعلان عن فوز الكاتب التركي أورهان باموك بجائزة نوبل للآداب للعام 2006. وسائل الاعلام التركية قطعت ارسالها وراحت تتحدث عن الكاتب الذي خلد اسم تركيا في التاريخ ، فيما تبادل النقاد والكتاب والصحافيون التهانئ في شكل معلن مع تواري اورهان باموك كعادته عن الأنظار. وعلق مصطفى ايسن مستشار وزير الثقافة التركي قائلاً بأن اختيار باموك للجائزة يجسد اعترافاً بالدور التركي الذي يمثل جسراً بين الثقافات والحضارات، وهو ما كان يعكسه باموك في كتاباته ويركز عليه، فيما قال الكاتب والناقد الروائي حقي ديفريم ان باموك استحق الجائزة عن جدارة، بل كان الأحق بها منذ العام الفائت، وان باموك هو اكثر من يتقن كتابة الرواية وسردها. اما الشارع التركي فشارك الوسط الأدبي فرحه وان لم يخف توجسه من ارتباط هذا النجاح بتصريحات أورهان باموك التي يقول فيها ان احداً في تركيا لا يستطيع ان يتحدث عن مذابح الأرمن. ويجمع الكثيرون على إجادة باموك فن الرواية، لكنّ كثيرين يعتبرون ان تصريحاته تلك جاءت تملقاً للقائمين على الجائزة بعدما شاع ترشيحه لها. لكن الأديب التركي المعروف زولفي ليوانلي قال إن ولو كان دافع الأكاديمية السويدية لاختيار اورهان باموك هو تصريحاته حول موضوع الأرمن فإن ذلك لا يغني عن حقيقة كونه كاتباً متميزاً وأنه خلد اسم تركيا لأن التاريخ لن يذكر بعد أربعين سنة تصريحات باموك وانما كتبه والجائزة التي نالها. وكان باموك حوكم في تركيا بتهمة الاساءة الى القومية التركية العام الفائت على خلفية تصريحاته الى صحيفة سويسرية قال فيها إن احداً في تركيا لا يجرؤ على الحديث عن مذابح الأرمن او مذابح الأكراد. لكن تعديل البرلمان قانون الجزاء التركي نزولاً عند طلب الاتحاد الأوروبي في شأن توسيع حرية الرأي والتعبير، أنقذ باموك من السجن بعدما حكمت المحكمة بسقوط الدعوى لعدم الاختصاص وتغيير القانون. في المقابل اعتبرت أوساط قومية تركية ان مصادفة صدور القانون الفرنسي الخاص بتجريم كل من ينكر وقوع مذابح الأرمن بإعلان فوز أورهان باموك لجائزة نوبل هو جزء من مخطط دولي تآمري ضد تركيا و للضغط على أنقرة من اجل الاعتراف بتلك المذابح.