يباشر المخرج محمد فاضل تصوير مسلسل"علي مبارك"من تأليف محمد السيد عيد، وبطولة توفيق عبدالحميد. ويتناول العمل الذي تدور احداثه بين عامي 1844 و1893 حياة احد رواد النهضة المصرية والعربية وأول من بنى مدرسة للبنات، ودار العلوم، ودار الكتب التي اصبحت أنموذجاً يُحتذى به في دول عربية. وكان صاحب أول رواية في الادب العربي وهي"علم الدين"، ويعد أحد المؤرخين المتميزين، إذ ألَّف موسوعة"الخطط التوفيقية"، وكان صاحب الدور الاكبر في تخطيط القاهرة المعاصرة واضاءتها بالغاز وتزويدها بالمياه النقية والصرف الصحي وبناء"كوبري"قصر النيل والصور الملكية. ويرجع اليه الفضل في نهضة السكك الحديد، وتشغيل مشروع القناطر الخيرية. والى كل هذا فهو أبو التعليم في مصر، إذ بلغ في عصره نسبة تفوق بعض دول اوروبا. يقول المؤلف محمد السيد عيد ل"الحياة""ان المسلسل يحاول تقديم صورة هذا الرائد الكبير وعصره والرجال الذين عاشوا حوله، وأهم الشخصيات التي قابلها، ومنها الرائد الأول للفكر المصري الحديث رفاعة الطهطاوي الذي كان يعمل في"قلم"الترجمة، ثم عيَّنه علي مبارك رئيساً لتحرير مجلة"روضة المدارس"وهي اول مجلة مدرسية في الوطن العربي كله. ومن الشخصيات ايضاً عبدالله باشا فكري، وصالح مجدي احد المترجمين الكبار الاوائل، ومحمود باشا الفلكي اضافة الى محمد علي باشا، وابنه ابراهيم، وحفيده عباس حلمي الاول، والخديوي سعيد واسماعيل، وتوفيق، وعباس حلمي. ومن أبرز المصادر التي استند اليها في كتابة العمل كما يقول السيد عيد كتاب"الخطط التوفيقية"، و"علم الدين"، وكتب الرافعي عن العصر الحديث، والكتب التي تتناول هذه الفترة، ومؤلفات رفاعة الطهطاوي، وما كتب عنه، وكتاب يونان لبيب رزق عن الوزارات المصرية، و"المصريون المحدثون"لإدوارد لين، وبعض الكتب التي تتناول تاريخ فرنسا في هذه الفترة وتلك التي تتناول نشأة الصحافة في مصر والغناء المصري في العصر الحديث. ويقول السيد عيد:"شجعني لتقديم هذا العمل النجاح الكبير الذي حققه مسلسل"قاسم أمين"الذي كتبته، وقام ببطولته كمال ابو ريَّة. وأخرجه انعام محمد علي، واتمنى من خلال هذا العمل اعادة قراءة التاريخ قراءة صحيحة من دون التحيز الى احد او الوقوف ضده".