كشفت الحكومة العراقية أمس، عن خطة أمنية خلال أيام العيد لتمرير فرحته"من دون كوارث"كالتفجيرات التي حلت في كربلاء والرمادي قبل أيام، وأودت بحياة عشرات المدنيين الشيعة. وأوضح وزير الداخلية باقر صولاغ المعروف خلال مؤتمر صحافي في بغداد لمناسبة عيدي الأضحى والشرطة أن القوات العراقية تتحسن تدريجاً، مضيفاً أن الهجمات علىتجمعات المدنيين تُشكل دليلاً على تراجع"الإرهاب". وتابع أن وزارة الداخلية تستحق لقب"وزارة العراقيين"لأن منتسبيها ضحوا بأنفسهم للحفاظ على أرواح العراقيين وممتلكاتهم، مثمناً دور الشرطة في القضاء على"العناصر الإرهابية". وشرعت وزارتا الداخلية والدفاع بتنفيذ"خطة أمن بغداد"للحد من النشاط الإرهابي المتزايد عبر استغلال العناصر الإرهابية فترة الاستقرار الأمني بعد نجاح العملية الإنتخابية. وأعلن مصدر أمني أن هذه الخطة ستمتد إذا أثبتت فعاليتها الى الموصل وديالى، كاشفاً"اعتقال 77 إرهابياً خلال اليومين الماضيين، والإستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة، وإبطال مفعول تسع عبوات وتفجير سيارة معدة للتفصيخ في مناطق من بغداد". وأكد اللواء الركن مهدي صبيح أن الخطة الأمنية تشمل تكثيف حماية دور العبادة والأماكن الترفيهية التي يرتادها المواطنون أثناء العيد. وقال ل"الحياة"إن"قوات الجيش والشرطة ستنتشر في الطرق الرئيسة والجسور ومداخل المدن بالتناوب: 50 في المئة من القوات كل يومين من أيام العيد الأربعة". وأضاف أن الداخلية ستوقف عمليات الدهم والتفتيش الروتينية لكن عناصرها ستبقى عيوناً ساهرة تراقب الأوكار الإرهابية"، مشيراً الى أن"لا توقف لدحر الإرهاب الذي يستغل أي مناسبة سعيدة العيد لزيادة ضحاياه". وزاد صبيح أن المساجد والحسينيات والمتنزهات والحدائق العامة ستكون محمية لتوفير مناخ أمني مناسب تحتفل فيه العائلات العراقية، مشيراً الى التنسيق الثنائي بين أجهزة الداخلية ووزارة الصحة. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة قاسم علاوي خطة طوارئ خلال أيام العيد عبر تنظيم دوام الكادر الطبي في المستشفيات، تحسباً لأعمال مسلحة. وفي النجف، قطعت السلطات المحلية الشوارع المؤدية الى المدينة القديمة، ونشرت قوات الشرطة والحرس الوطني في جميع أنحائها، فضلاً عن إقامة نقاط التفتيش، ومنع دخول السيارات الى مقبرة"وادي السلام"التي ستشهد دخول أعداد غفيرة من الزائرين. وأفاد قائد شرطة النجف اللواء عباس كريم معدل ال"الحياة"أن هذه الاجراءات الاحترازية تأتي إثر معلومات عن دخول سيارات مفخخة الى المدينة لتفجيرها بين الزوار في أيام العيد بسبب كثافتهم، كاشفاً عن ضبط سيارتين مفخختين قبل يومين في إحدى أحياء المدينة. الى ذلك، أكد الملازم في شرطة بابل مثنى المعموري أن"مدينة الحلة مستهدفة في العيد كونها حدودية اذ يستخدم المسلحون الممر الغربي لمدن اللطيفية والحصوة والمحمودية، والمؤدي الى الفلوجة، بهدف دخول بابل". وزاد أن الشرطة كثّفت إجراءاتها للحد من"الأعمال الإرهابية"في العيد. وفي كربلاء، قال رئيس مجلس المحافظة عبد العال الياسري إن الأخيرة بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة والفوج الرابع في الحرس الوطني المسؤول عن كربلاء وضعوا خطة أمنية محكمة خلال العيد عندما تتكثف الزيارات الى المراقد الدينية. وزاد أن قوات الأمن ستغلق مداخل المدينة وسيتمّ الحد من حركة السيارات في الشوارع الرئيسية داخلها وفرض التفتيش على مجموع الزائرين الى كربلاء. توحيد الادارتين الكرديتين أمنياً وفي هذا الصدد، أكد وكيل وزير الداخلية في اقليم كردستان فايق توفيق ل"الحياة"أن أحد أهم أهداف توحيد الادارتين الكرديتين في السليمانية وأربيل هو توحيد قوات البشمركة الكردية لأن هذه القوات الموجودة في السليمانية وأربيل ودهوك ستكون تحت قيادة موحدة بعد إقرار برلمان كردستان لتفاصيل مشروع التوحيد بعد عيد الأضحى مباشرة". وتابع أن قيادتي قوات البيشمركة في السليمانية وأربيل جاهزتان ومستعدتان لأي دمج كامل، لافتاً الى أن الأميركيين يساندون عملية التوحيد هذه. واعتبر أن أحد أهداف توحيد بيشمركة"مواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن الأقاليم، وتبديد قلق الشارع الكردي من عودة الاقتتال بين الحزبين الكرديين الرئيسيين الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني". واستبعد أن تكون خطوة توحيد البيشمركة المقبلة تشكل وسيلة ضغط على بغداد لقبول تطبيع الأوضاع في كركوك. وقال إن الأكراد يريدون"استعادة"كركوك وسنجار وخانقين عبر الدستور العراقي الدائم وخصوصاً المادة 58 منه المتعلقة بكركوك، موضحاً:"صحيح أن وحدة البيشمركة ستؤدي الى قيام قوة عسكرية كردية كبيرة، لكن هذا الأمر لا يعني إطلاقاً اللجوء الى الحرب أو القوة لاستعادة هذه المدن عبر المواجهة مع الجيش العراقي، لأن الأكراد سيكونون جزءاً من هذا الجيش أيضاً". وتؤكد حكومة كردستان أن قوات البيشمركة الموحدة، قد تبلغ أكثر من 160 ألف عنصر، لافتاً الى أن الولاياتالمتحدة وعدت بتسليحها فيما يتولى الجيش العراقي تسليح قوات حراسة الحدود الكردية بإشراف وزارة الدفاع. وستشمل توحيد الأجهزة العسكرية والأمنية في كردستان، أجهزة الأمن الداخلي والشرطة والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الخارجي الاستخبارات وسط توقعات أن يستغرق إنجاز هذه العملية 18 شهراً.