تحت شعار"فلنتحدَ الإرهاب"، نظّم الكثير من الفنادق الأردنية، احتفالات"ضخمة"لاستقبال العام الجديد، استضافت خلالها نخبة من نجوم الغناء العربي، بينهم النجم السوري شادي أسود، الذي يستقبل العام الجديد في عمّان للمرة الثالثة على التوالي، ومواطنه المطرب نور مهنا، واللبنانية غريس ديب، والنجم الشاب إيوان، مع نخبة من نجوم الغناء المحليين. وحضر الحفلات الغنائية في فنادق"الميرديان"، وپ"هوليداي إن"، وپ"إيدن"، ومنتجع"إيفرست"، مئات الأردنيين والفلسطينيين، سواء من الضفة الغربية أم من فلسطينيي الداخل الذين كان حضورهم طاغياً. وعلى رغم التشديدات الأمنية على مداخل الفنادق، وتناقص أعداد المحتفلين عن السنوات الماضية، فإن أقل ما يمكن وصف تلك الحفلات به أنها"ناجحة"، خصوصاً أنها أسهمت في تبديد الكثير من المخاوف لدى مرتادي الفنادق في مثل هذه المناسبات، بعد الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية قبل أشهر، وراح ضحيتها أبرياء مجملهم من الأردنيين والفلسطينيين. وقال الفنان شادي أسود:"في السنوات الأخيرة، اعتدت إحياء حفلة رأس السنة في الأردن، ولا أعتقد بأن شيئاً تغير، كانت حفلة رائعة من ناحية التنظيم والتفاعل، ما يثبت أن إرادة الحياة تنتصر في النهاية... للفن رسائل عدة من أهمها تعميق الحب والتعاطف والإخاء بين الجميع... وهذا ما حاولنا إيصاله، عبر هذه الحفلات التي تستضيفها عمّان، التي كانت قبل أشهر هدفاً لعمليات مقيتة". أما غريس ديب فقالت مبتسمة:"أنا سعيدة للغناء في الأردن الذي استعاد حيويته في سرعة فائقة". وبأغنية"قلبي سهران"، بدأ إيوان وصلته بعد منتصف الليل، معبراً"عن سعادته بتلاشي حال الرعب التي عمل الإرهابيون على زرعها في قلوب الأردنيين، من خلال التفجيرات"، ليواصل وصلته بأغنياته الخاصة وأعمال غيره من المطربين. وعبر كثير من مرتادي الفنادق عن سعادتهم بنجاح الحفلات. وقالت رنا محسن طالبة جامعية:"كان لا بد من هذه الحفلات لإعادة التوازن إلى نفوسنا، والاعتبار لثقافة الفرح، وحب الحياة ... نحن بذلك فقط نتحدى الإرهاب: بأغنية، بابتسامة طفل صغير، وبإقبالنا على الحياة". وأضافت:"الإرهابيون يريدون اغتيال الفرح في داخلنا، وليس اغتيالنا فحسب... صحيح أن من يفجر عرساً بمن فيه من نساء وشيوخ وأطفال لن يتورع عن أي شيء آخر، لكن هذا لا يعني أن نستسلم ونلزم بيوتنا كما يريدون". وأشارت منى سلامة موظفة في أحد الفنادق إلى ضرورة الاستمرار في الإقبال على مثل هذه الحفلات، لإنعاش الاقتصاد الأردني، وخصوصاً الفنادق التي عاشت شهوراً قاسية، إثر التفجيرات الإرهابية، وقالت:"عدد الزائرين هذه المرة كان أقل من السنوات الماضية، لكن ارتياد هذه الحفلات بالمئات مؤشر صحي على تجاوز الأردنيين الأزمة الكبيرة التي تسببت التفجيرات بها".