يبحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم مع قادة الهند في نيودلهي التي وصل اليها من بكين، في الملفات السياسية الإقليمية والدولية، وإمكانات تطوير العلاقات الثنائية، خصوصاً في جانبها الاقتصادي. وكان الملك عبدالله اختتم أمس سلسلة من المحادثات الشاملة مع القادة الصينيين، خلال الايام الثلاثة التي أمضاها في محطته الأولى من جولة آسيوية تشمل الصينوالهند وماليزيا وباكستان. وأعلنت الهند خادم الحرمين الشريفين ضيف شرف على احتفالاتها الوطنية غداً الخميس المسماة"يوم الجمهورية"الذي يصادف الذكرى ال55 لاستقلال البلاد. وجرت للملك عبدالله، وهو الملك السعودي الثاني الذي يزور العاصمة الهندية بعد الملك الراحل سعود مراسم استقبال استثنائية في مطار نيودلهي الدولي، لدى وصوله مساء والوفد المرافق. وترك الملك عبدالله للهنود تقدير حاجتهم من المنتجات السعودية، وفي مقدمها التزود بإمدادات طويلة الأجل من النفط. وقال في رد على سؤال عن رغبة السعودية في توقيع اتفاق كبير لإمداد الهند بالطاقة:"هذا يعود لرغبة الهند، إذا كانت لديها الرغبة الأكيدة فنحن كذلك، ونحن نوفر الطاقة للهند ولأنحاء العالم كله". كما لم ينس الملك تأكيد موقفه من ارتفاع الأسعار بالقول:"نحن نفضّل أن تنخفض أسعار النفط، لأن ارتفاعها ليس من مصلحة البلدان النامية". وتتطلع الهند التي تعد رابع شريك تجاري للرياض، إلى بناء حلف استراتيجي مع السعوديين، وهي الرغبة التي بادلها الملك عبدالله بالترحيب، في حديث تلفزيوني أذيع قبل ليلتين من وصوله أكد فيه:"هذه الزيارة مهمة لأن الهند ظلت صديقاً منذ زمن بعيد للمملكة العربية السعودية". وأضاف:"والهند تحظى بالاحترام من الشعب السعودي ومني شخصياً، وإننا نتطلع إلى أن تعود الصداقة إلى ما كانت عليه وأكثر من ذلك". مشيراً إلى أن العلاقات الوطيدة والمعروفة بين السعودية وباكستان"لا تحول بيننا وبين الهند". ودعا عشية وصوله عاصمتي البلدين نيودلهي وإسلام آباد، إلى تغليب منطق السلم والتحاور بدلاً من الانزلاق في التناحر وتشويه السمعة. وتساءل قائلاً: إن الدولتين"جارتان ولغتهما واحدة، فلماذا التناحر على شيء ممكن أن يحل بالتحاور في ما بينهما، ويحقنوا الأرواح والدماء المسفوكة، وفي الوقت نفسه الخسائر الاقتصادية، وسمعة البلدين فوق كل شيء؟".