رحب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس بالزيارة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الهند اليوم في أول زيارة لمسؤول سعودي خلال 50 عاماً. وقال سينغ في خطاب ألقاه بالاجتماع السنوي ال 820 لحزب المؤتمر «كونغرس» بمنطقة راجيف نغر بمدينة حيدر أباد عاصمة ولاية اندرا براديش جنوب الهند نقلته وسائل الإعلام الهندية ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيقوم بزيارة إلى الهند حيث سيكون ضيف الشرف باحتفالات الهند بيوم الجمهورية الذي سيكون في ال 26 من الشهر الجاري. وسيستقبل رئيس الوزراء الهندي مانوهان سينغ خادم الحرمين لدى وصوله نيودلهي اليوم في خروج نادر عن البروتوكول يدل على الأهمية الكبيرة التي توليها الهند للزيارة. ونقلت وكالة اسوشيتد برس في تقرير لها من نيودلهي أمس ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال في المقابلة التي نشرت أمس بأنه يتعين أن تنضم الهند إلى روسيا في أن يكون لها وضع مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم سبعا وخمسين دولة إسلامية في عضويتها. ونقلت الوكالة عن حديث الملك عبدالله لصحيفة «هندوستان تايمز» بأنه سيكون من المساعد أن يأتي الترشيح لهذا من قبل باكستان معرباً عن أمله في أن تخف حدة التوترات في آخر الأمر بين البلدين، وأضاف قائلاً: «إنني اعتقد ان النزاع الهندي الباكستاني ليس في مصلحة أي من البلدين». ومن المقرر أن يصل خادم الحرمين اليوم الثلاثاء إلى الهند في زيارة تستغرق أربعة أيام حيث سيكون الضيف الرئيسي في يوم العرض العسكري لجمهورية الهند والذي يوافق الذكرى السنوية لتوقيع دستور الهند في عام 1950. ورفض الملك عبدالله في المقابلة تلميحات بأن السعودية تقدم دعماً مباشراً لمسلحين مناهضين للهند في اقليم كشمير المتنازع حوله وأوضح قائلاً إن الدعم المالي السعودي لباكستان يقدم فقط للحكومة الباكستانية. وتتهم الهند باكستان بتدريب وتسليح جماعات إسلامية ثائرة تحارب من أجل استقلال كشمير من الهند أو انضمامها إلى باكستان وتنفي إسلام أباد هذه الاتهامات. وقالت وكالة اسوشيتد برس ان الملك عبدالله سيقوم خلال زيارته للهند بمخاطبة قمة أعمال تجارية سيحضرها ممثلون كبار للبلدين في هذا المجال. وأوضحت الوكالة إن حجم التجارة بين البلدين تجاوز مبلغ 8,7 مليارات دولار في عام 2004 وانه يوجد أكثر من ثمانين مشروعاً هندياً مشتركاً في السعودية ونحو خمسين مشروعاً سعودياً مشتركاً في الهند حسبما أوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية الهندية. وفي تقرير من نيودلهي (أ.ف.ب) يقول: تتصدر مسألة الطاقة والعلاقات الاقتصادية بين السعودية اكبردولة مصدرة للنفط والهند المتعطشة للطاقة، جدول زيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الهند اليوم الثلاثاء. وصرح تلميذ احمد المسؤول البارز في الحكومة الهندية أمس ان «الطاقة تمثل جوهر العلاقات الثنائية بيننا». واضاف ان السعودية «هي مصدرنا رقم واحد للنفط حيث تلبي 26 بالمئة من احتياجاتنا ومن المرجح ان يستمر ذلك لعدة سنوات مقبلة». واضاف ان الهند التي تستورد 70 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة تود تحويل العلاقات بينها وبين السعودية من علاقة مشتر وبائع للنفط الى علاقة استثمار ومشاريع مشتركة. واضاف «ان ذلك يشكل اساسا صلبا لدفع علاقات الطاقة بين البلدين الى الامام». ودعا السفير السعودي في الهند صالح الغامدي خلال اليومين الماضيين شركات النفط الهندية الى العمل مع الشركات السعودية الى «المشاركة في العطاءات المتعلقة بمشاريع التنقيب عن النفط وتكريره في دول اخرى». وسيكون الملك عبد الله الذي يصل الى الهند الثلاثاء قادما من الصين في اطار جولة تشمل اربع دول اسيوية، الضيف الرئيسي في الاحتفالات السنوية بيوم الجمهورية التي ستجرى الخميس. ويقول المحللون ان السعوديين يحرصون على تعزيز العلاقات مع الدولتين الاسيوتين العملاقتين اللتين تزداد احتياجاتهما النفطية بسرعة كبيرة مع نمو اقتصادهما. وخلال الزيارة التي تستغرق اربعة ايام سيجري الملك عبدالله محادثات مع سينغ يوقع بعدها الطرفان اتفاقا لتعزيز التعاون في مكافحة الارهاب وآخر بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب، حسب التقارير. ويعمل اكثر من 1,5 مليون هندي في المملكة، حيث يشكلون اكبر جالية من العمال الاجانب في السوق السعودية. وتقيم السعودية علاقات قوية مع الهند التي تضم ثاني اكبر عدد من المسلمين في العالم والبالغ عددهم 130 مليون مسلم. كما سيحضر الملك عبدالله مأدبة يقيمها الرئيس الهندي عبد الكلام على شرفه ويفتتح معرضا لشركات سعودية في نيودلهي ويلقي كلمة امام عدد من قادة الاعمال الهنود. وتجاوز حجم التجارة بين البلدين 8,8 مليارات دولار عام 2004. وقال الغامدي للصحافيين خلال اليومين الماضيين ان «الهند دولة صناعية حقيقية. ونرغب في الاستفادة من خبرتها» مضيفا ان السعودية «مهتمة جدا بالاستثمار في الهند وتتطلع كذلك الى الاستثمار الهندي فيها». وقال المحلل حامد الانصاري، السفير السعودي السابق في الهند، ان زيارة الملك عبد الله ستتركز على «التعاون الثنائي الجدي الذي تشكل الطاقة جزءا هاما منه». الا انه اضاف ان الزيارة «لن تقتصر على التعاون في مجال الطاقة».