تخليداً لاسم الفنان العراقي الكبير جواد سليم، وتذكيراً بدوره البارز في وضع الاساس الفعلي لمدرسة عراقية في الرسم والنحت، تعد دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة معرضاً استعادياً لما تبقى من اعمال الفنان لدى اصدقائه والمهتمين باقتناء الاعمال الفنية في العراق. ويقام أيضاً معرض آخر يستلهم الروح الفنية التي اشاعها هذا الفنان الرائد في الحياة التشكيلية العراقية، يشارك فيه عدد من الفنانين الذين يعدون انفسهم امتداداً فنياً مع ما أنجزته"جماعة بغداد للفن الحديث"منذ تأسيسها العام 1951، وفي ما اشاعت من روح التواصل مع التراث العربي، وبخاصة تراث حضارة وادي الرافدين، مع الأخذ بالاساليب الحديثة في الفن. وكان تعرض"متحف الفنان جواد سليم"، الذي يشغل جناحاً خاصاً من"مركز الفنون"التابع لوزارة الثقافة لأعمال النهب والسرقة التي تعرض لها"المركز"لتفقد الحياة الفنية بفقدانه آخر ما تبقى في حوزة الوزارة من اعمال وتخطيطات للفنان الراحل، وكذلك عديد الوثائق المتعلقة بحياته واعماله الفنية. فضلاً عن ان اعماله الكبيرة والمهمة كانت انتقلت في فترات سابقة إلى خارج العراق، من خلال مقتنيها من شخصيات اجنبية كانت تقيم في العراق او شخصيات عراقية هاجرت إلى الخارج، كما ان الكثير مما تبقى من تراث هذا الفنان، اعمالاً فنية وتخطيطات ووثائق، ظلت لدى زوجته الفنانة لورنا سليم التي عادت إلى بلدها الاصلي بريطانيا آخر الستينات من القرن الفائت. ومثلما هو معروف فان الفنان جواد سليم يشكل مع زميله الفنان فائق حسن الخطوات الاساسية والتأسيسية الاولى في انتقال الفن التشكيلي في العراق إلى واقع الحداثة الفنية، من خلال ما انتهجه كل منهما من خط فني اكد به، ومن خلاله، معالم شخصيته الفنية إلى جانب ما أرسياه من تقاليد فنية جعلت للفن في هذا البلد خصوصيته وشخصيته المميزة التي انعكست بمعطياتها وتوجهاتها على اجيال من الفنانين من بعدهما. ويأتي هذا المعرض، الذي يقام لمناسبة مرور خمس وأربعين سنة على رحيل جواد سليم، في سياق منهج اعدته الدائرة لاقامة معارض مماثلة لفنانين آخرين كان لهم دورهم في الحياة التشكيلية على مدى اكثر من نصف قرن.