درج"غاليري أثر"للفنون التشكيلية منذ تأسيسه في بغداد العام 1996 على تقليدين فنيين اعتبرهما مؤسسه ومديره الفنان محمد زناد أساساً ومنطلقاً في اهتمامات هذا"الفضاء الفني"الواقع في واحد من أقدم أحياء بغداد وأعرقها: الوزيرية. ينصب التقليد الأول منهما على إقامة معارض تكريمية للفنانين الرواد ممن كان لهم أثرهم الفني البارز والمهم في ارساء تقاليد فن تشكيلي عراقي، متخذاً في ذلك صيغتين: صيغة المعرض الاستعادي كما في المعارض التي أقامها للفنانين: شاكر حسن، واسماعيل فتاح، ونوري الراوي، او معرض المختارات من اعمال الفنان كما في معرضي الفنانين اسماعيل الشيخلي ومحمد غني. أما التقليد الآخر فهو اعلانه عن مسابقة سنوية خاصة بالفنانين الشباب دون سن الخامسة والثلاثين، والتي حملت في كل عام اسم فنان من الفنانين الرواد، حيث شكل"الغاليري"لجنة تحكيم تضم عدداً من أبرز الفنانين التشكيليين العراقيين لترشيح الاعمال التي يتيح لها مستواها الفني دخول المسابقة، واختيار الثلاثة الفائزين بجوائز الغاليري، ومن ثم اقامة معرض للأعمال المشاركة جميعاً. هذا العام 2005 ستكون المسابقة باسم الفنان والناقد التشكيلي والأديب الكبير جبرا ابراهيم جبرا الذي يجيء اختياره لاعلان المسابقة باسمه"تقديراً للدور الذي لعبه في ما قدم للحركة التشكيلية في العراق من عطاء نقدي متميز، وما رفد به هذه الحركة من آراء وأفكار كانت عاملاً فاعلاً في إغنائها، وفي التقريب بين الجمهور والفن الاصيل. كما قدم فناني هذه الحركة التقديم الذي كشف عما لهم من انجازات ابداعية لها قيمتها الفنية العالية"، بحسب مدير غاليري أثر، الذي أضاف:"ومن هنا فإن الاعلان عن مسابقة هذا العام باسم هذا الفنان والناقد الكبير انما يأتي تكريماً له في الذكرى العاشرة لرحيله، فضلاً عن التذكير بالدور الذي أداه تجاه حركة الفن التشكيلي في العراق، وتجاه فناني هذه الحركة في مختلف اجيالها... وعلى مدى نصف قرن من التواصل مع هذه الحركة، والكتابة عنها، من دون ان ننسى انه كان احد الاعضاء المؤسسين والفاعلين في"جماعة بغداد للفن الحديث"التي جمعت ابرز الفنانين وقد التفوا جميعاً حول الفنان الكبير جواد سليم". وسيجعل"غاليري أثر"مناسبة الاعلان عن الفائزين بهذه الجائزة، ومن اقامة معرض شامل للأعمال المشاركة في المسابقة، مناسبة لعقد ندوة ثقافية عن الفنان والناقد جبرا ابراهيم جبرا، يقدم فيها عدد من النقاد والفنانين دراسات ومداخلات عنه ناقداً تشكيلياً، ورساماً، وبما يكشف عن دوره الفعلي في حركة الفن التشكيلي المعاصر في العراق في خلال الخمسين عاماً الماضية. وستحرص الندوة - كما اكد الفنان محمد زناد بصفته راعياً ومشرفاً على فاعليات الغاليري - على ان يكون بين المتحدثين عن جبرا، في هذه المناسبة، بعض من كانوا معه في"جماعة بغداد للفن الحديث"منذ ان اعلن عن تأسيسها العام 1951، وعن فكره الفني الذي حرص فيه على بلورة ما لهذه"الجماعة"المهمة من دور في تاريخ الفن المعاصر، من فكر فني جمع بين التراث اصولاً، والحداثة منهجاً وأساليب. من جانب آخر، يهيئ"غاليري أثر"لاقامة معارض للفن العراقي في الخارج، وسيكون اول هذه المعارض في العاصمة الفرنسية، في حين سيكون المعرض الثاني في تونس اختار له موعداً الأول من أيار مايو المقبل، لمناسبة مرور عام على رحيل الفنان العراقي الكبير شاكر حسن آل سعيد. وتم التنسيق بينه وبين الجهات المسؤولة في تونس لإقامته في"متحف تونس للفن الحديث - قصر خير الدين"... وسيضم المعرضان - كما اعد لهما الفنان محمد زناد - منتخبات من الفن العراقي لأبرز الفنانين، ومن مختلف الأجيال، بحيث يأتي كل من المعرضين ممثلاً لواقع الحركة التشكيلية في العراق، اجيالاً وتاريخاً واتجاهات فنية"...