ضمن فعاليات"ديوان الشرق والغرب"التي تندرج هذا العام تحت شعار"هل تعرفون العراق؟"انطلق اول النشاطات وهو الاحتفاء بالفن التشكيلي العراقي المعاصر عبر معرض، كرّم فيه"الديوان"عائلة الفنان الراحل جواد سليم والفنان الرائد نوري الراوي. وشارك في المعرض الذي أقيم في صالة السفارة المصرية الفنان عادل كامل والفنانة هناء مال الله والفنان الراوي، وافتتح السفير المصري محمد عرابي المعرض مع الشاعرة امل الجبوري رئيسة مجلس ادارة الديوان. وأشاد عرابي بمكانة الفن التشكيلي العراقي ومكانة المبدعين العراقيين، وأشار الى ان المعرض سيشهد بعد ايام اكثر من ثلاثة آلاف زائر حينما ستفتح السفارات هنا في برلين ابوابها للجمهور الالماني ضمن مهرجان سنوي هو"الابواب المفتوحة"فيطلع المشاهد على هذه الفعاليات ويتعرف الى واقع الابداع في صورة مباشرة. وتحدثت الشاعرة الجبوري عن هوية التشكيل العراقي الحديث التي انبثقت من تاريخ الفن الرافديني ثم الفن الاسلامي الذي بلغ ذروته في زمن الحضارة العباسية ثم كان الانفتاح على تجارب الحداثة في اوروبا بعد الحربين العالميتين. وتطرقت الى الاذى الذي اصاب القاعدة الثقافية وممتلكاتها في العراق بعد الحرب والى دور"ديوان"في المساهمة في جمع بعض هذه الممتلكات واعادتها الى الحكومة العراقية وجمع تواقيع كبار الكتاب في المانيا للمطالبة باعادة هذه الآثار وحماية ما تبقى منها سواء في مواقعها او لدى الجهات التي تمتلكها الآن واختتمت كلمتها بقولها" كأن العراق هنا غير العراق هناك". وحضر الافتتاح عدد من السفراء العرب والشخصيات الثقافية الالمانية والعربية وسلمت مؤسسة"الديوان"وسام"الابداع الثقافي"، الذي كان تسلمه سابقاً الكاتب الالماني غونتر غراس، الى عائلة الفنان جواد سليم وتلقته ربا نزار سليم التي أبدت في كلمة لها اعتزازها والعائلة بهذه المبادرة التي قام بها"ديوان"هذا الجسر الذي يحاول ان يفتح ذراعيه لمساحة اكبر من الحوار بين الشرق والغرب على حد تعبيرها. ثم قال الفنان نوري الراوي وهو يتسلم"درع الابداع":"ان عراق اليوم يقاوم الخراب والارهاب والاحتلال بمزيد من ارادة البناء والابداع في مواجهة عمليات التشويه والعنف". وتم عرض مسرحي لسيرة حياة الفنان جواد سليم ومراحله الفنية عبر نص كتبه الناقد جبرا ابراهيم جبرا وأخرجه حيدر الياسري. وأعقب العرض أغنية للفنان كريم منصور وهي من قصائد الشاعر محمود درويش واغنية" بس تعالوا" وهي تتغنى بوطن يجتاز المحنة ويبني مصيره بإرادة متفردة. ثم افتتح معرض فوتوغرافي يضم وثائق لحقب مختلفة تعود الى أول القرن الماضي وحتى يومنا، وهو من تصوير عدد من الفنانين العراقيين ابرزهم مراد الداغستاني. أما المعرض التشكيلي فتضمن لوحات اصلية تعرض للمرة الأولى للفنانين الراحلين جواد سليم وفائق حسن مع وثائق مصورة لرائد الفن الفطري في العراق منعم فرات ، اضافة الى عرض تجارب تشكيلية للفنان الراوي وهناء مال الله وتجارب نحتية لعادل كامل.