أطلقت عشرة صواريخ على الأقل على معسكرات ونقاط تفتيش تابعة لقوات الأمن في إقليم بلوشستان الذي تشوبه الاضطرابات في جنوب غرب أفغانستان. وقال مسؤول باكستاني أكد النبأ أمس:"أطلق الأشرار ثمانية صواريخ على الأقل من وجهة مجهولة على معسكر تابع لقوات حرس الحدود في منطقة كوهلو على بعد 200 كيلومتر شرق مدينة كويتا عاصمة الإقليم". وأضاف أن صاروخين آخرين أطلقا ليل أول من أمس على نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن في مدينة واده على بعد 400 كيلومتر جنوب كويتا، لافتاً إلى أن القصف لم يسفر عن قتلى أو مصابين أو أضرار مادية. ويأتي ذلك بعدما تحدث سكان في شمال وزيرستان عن هدم السلطات الحكومية أربعة منازل لرجال قبائل يشتبه في إيوائهم عناصر من حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وقال فريد الله خان المقيم في قرية هرمز:"هدمت المنازل الأربعة، منزلان في هرمز وآخران في قرية إزوري، في حضور عدد من المسؤولين الأمنيين والزعماء الدينيين في المنطقة وشيوخ القبائل". ويأتي ذلك بعد هدم السلطات الأربعاء الماضي ستة منازل تملكها قبائل في قرية مير علي في إقليم شمال وزيرستان المتاخم لحدود ولاية خوست الأفغانية. وأشار خان إلى انتقال سكان المنازل الأربعة وأسرهم إلى وجهة مجهولة. أمام ذلك، خرج آلاف الباكستانيين إلى الشوارع أمس في احتجاجات جديدة بعد أسبوع من الغارة الجوية الأميركية التي أودت بحياة أربعة من مسلحي"القاعدة"و18 مدنياً. وفي مدينة وانا، اكبر مدن وزيرستان، سار نحو ألفين من رجال القبائل عبر إحدى الأسواق الرئيسة وهم يهتفون"الموت لأميركا"و"الله اكبر"و"أوقفوا قتل المسلمين الأبرياء". وكانت التظاهرات اندلعت في أنحاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بعد إطلاق صواريخ قيل إنها كانت تستهدف الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"ايمن الظواهري في قرية في منطقة باجور النائية شمال غرب وانا. وقال مولانا عبد العزيز، أحد وجهاء القبائل أمام المتظاهرين:"70 ألف جندي باكستاني على حدودنا وجيشنا لا يحمينا وهذا ليس من العدل أو الأنصاف". وقاطع محامون في مدينة مولتان وسط باكستان المحاكم احتجاجاً على الغارات الجوية الأميركية وعلى ما اعتبروه"سياسات الرئيس برويز مشرف الموالية للولايات المتحدة". وتعهدت الجماعات الإسلامية الباكستانية المتشددة التي قادت الاحتجاجات بمواصلة التظاهر حتى تطرد الحكومة القوات الأميركية التي تساعد في عمليات الإغاثة من الزلزال الذي ضرب البلاد في تشرين الأول أكتوبر الماضي. كابول والانتحاريون الأجانب وفي كابول، أعلن وزير الخارجية الأفغاني عبد الله عبد الله أن عناصر تنظيم"القاعدة"و"طالبان"الذين يعملون بدعم أجنبي هم وراء الهجمات الانتحارية التي شهدتها أفغانستان في الأشهر الماضية. ورفض الوزير نفي ناطق باسم"طالبان"أن يكون عناصر الحركة وراء الهجوم الذي أوقع 22 قتيلاً الاثنين الماضي، وهي اكبر حصيلة في هجوم انتحاري في البلاد. وقال عبد الله:"نفي طالبان تنفيذ الهجوم في سبين بولداك يجب ألا يؤخذ في الاعتبار"، مشيراً إلى أن"معظم الانتحاريين أجانب"، إلا انه رفض الكشف عن البلد الذي يتحدرون منه. ويرى محللون في الهجمات تحذيراً لقوات حلف شمال الأطلسي الناتو المقرر أن تنتشر خلال الأشهر المقبلة في جنوبأفغانستان. واستبعد الوزير أن يتغير الوضع في الجنوب، وستمتلك قوة المساعدة على إحلال الأمن الدولية في أفغانستان التابعة لحلف الأطلسي ايساف القوة نفسها على مواجهة التمرد التي تملكها قوات التحالف.