اعتبر مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح الى"الحياة"أن احتمال فوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بغالبية في الانتخابات التشريعية الأسبوع المقبل"سينعكس سلباً على العلاقات بين الادارة الأميركية والسلطة الفلسطينية وعلى مسار عملية السلام"، وسيفرض"عواقب سيئة من الكونغرس"، في وقت أكدت فيه الحركة انها لن تتخلى عن المقاومة وعن السلاح حتى لو دخلت البرلمان، وانها دخلت الانتخابات على هذا الاساس. وأكد المسؤول الاميركي التزام الولاياتالمتحدة القانوني بمقاطعة ممثلي"حماس"في حال نجاحهم في الانتخابات أو مشاركتهم في أي حكومة مقبلة. ونفت الخارجية وجود أي تغيير في السياسة الأميركية حيال الحركة الاسلامية التي تعتبرها"منظمة ارهابية"، على رغم قبولها بالعملية الديموقراطية. وتحدث المسؤول عن"حتمية تردي العلاقات بين الادارة والسلطة الفلسطينية"في حال فوز"حماس"بالغالبية وسيطرتها على المجلس التشريعي والحكومة، بحكم التشريعات القانونية الأميركية التي تمنع وجود أي اتصالات مع منظمات ارهابية. وأوضح المسؤول أن الكونغرس يتجه نحو قطع المساعدات عن السلطة اذا فازت"حماس"، ووقع 73 نائباً من أصل 100 في مجلس الشيوخ رسالة للرئيس جورج بوش تدعوه الى"مراجعة واعادة تقويم العلاقات مع السلطة وقطع المساعدات في حال فوز حماس". وأكدت مصادر ديبلوماسية اجتمعت مع الادارة ل"الحياة"ان"واشنطن ستعود لممارسة السياسة الأحادية الجانب مع اسرائيل"في حال سيطرة حماس في الانتخابات. من ناحية أخرى، أكدت الخارجية أنها ستعمل مع المنظمات الفلسطينية غير الارهابية نحو احراز تقدم في عملية السلام، وستعزز القدرات الأمنية والهيكلية القيادية للشرطة الفلسطينية في المستقبل التي يشرف عليها المبعوث الأمني كيث دايتون، تمهيداً لنزع سلاح الفصائل ومساعدة السلطة في بسط سيطرتها في الضفة الغربية. وفي غزة، أكد القيادي في"حماس"ورئيس"قائمة التغيير والاصلاح"إسماعيل هنية خلال مهرجان انتخابي حاشد ان حركته لن تتخلى عن المقاومة والسلاح حتى لو دخلت المجلس التشريعي. وقال في المهرجان الذي شارك فيه الآلاف بعد صلاة الجمعة امس"ارادوا الضغط على حماس لتتخلى عن المقاومة وعن السلاح وعن خيارها الاستراتيجي في فلسطين كل فلسطين، لكن نقول اليوم باسم حماس وباسم قائمة التغيير والاصلاح فشلت كل محاولات الضغط والابتزاز. ثوابت حماس لا تتغير ولا تتبدل بتغيير الظروف والأزمنة والأماكن". واضاف ان"حماس ستبقى وفية للجهاد والمقاومة، ستبقى وفية للبندقية ولفلسطينوالقدس وستمضي الى ان ترفع الرايات فوق القدس". وكانت مسيرات جماهيرية حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس، في ما يسمى"الزحف الأخضر"لمريدي الحركة من مختلف محافظات قطاع غزة، وتوجهت الى المهرجان الذي أقيم تحت عنوان"بيعة الفلاح لقائمة التغيير والإصلاح". واعتبر هنية أن اتفاقات أوسلو ماتت وانتهت حقبتها زمنياً ووطنياً وان الحركة تشارك في الانتخابات على قاعدة المقاومة". وانتقد محاولات تشوية الحركة عبر توزيع بيانات تتحدث عن انها حرّمت المشاركة في الانتخابات التشريعية في العام 1996، وحللتها في الانتخابات الحالية، على رغم أنها تجري تحت سقف اتفاق اوسلو ذاته.