يكاد يكون مرشح حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة منقذ صورة الحزب الحاكم بترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، فالحكم الذي يسعى إلى إخراج جيد لهذا السباق بعد عزوف شخصيات بارزة عن الترشح بسبب الشروط الصعبة التي تضمنها النص الدستوري المنظم للاستحقاق. لكن ترشح جمعة ممثلاً عن حزب يتمتع باحترام وشعبية لا بأس بهما في الشارع المصري الذي حكمته وزارات الوفد قبل ثورة تموز يوليو 1952، أضفى على الانتخابات المحسومة نتيجتها مسحة من تنافسية. وعلى رغم أن الوفد كان اتخذ قراراً بمقاطعة الانتخابات مع حزبي التجمع والناصري، فإن قيادات الحزب"أرغمت"رئيسه على خوض الانتخابات التي كان شدد على عدم خوضها. وتحدث مراقبون عن صفقة بين الحزب الحاكم والوفد لترشيح جمعة، يحصل بموجبها حزب الأخير على فرصة أفضل لجني مقاعد أكثر في الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويعد جمعة 71 عاماً أول رئيس لحزبه من خارج النخبة الاقتصادية السياسية التي حكمت البلاد قبل الثورة، إذ انتخب ابن إحدى الأسر المتوسطة من محافظة المنوفية رئيساً للوفد في العام 2001 بغالبية 78 في المئة، خلفاً لفؤاد باشا سراج الدين. لكن كثيرين اتهموه بالديكتاتورية وتصفية مخالفيه في الحزب. وبخلاف نشاطه الحزبي، كان جمعة أستاذاً في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم عميداً لها فترتين متتاليتين بالانتخاب، قبل أن تصبح المناصب الجامعية بالتعيين. وهو حصل على الدكتوراه في القانون المدني من جامعة باريس، وعمل وكيلاً للنائب العام في محافظات عدة.