فجّر زعيم المعارضة الوفدية في البرلمان المصري ياسين سراج الدين مفاجأة بإعلانه عدم نيته خوض الانتخابات الشهر المقبل، واتجاهه إلى الاعتكاف والراحة. وقال سراج الدين ل"الحياة": "بناء على التعليمات المشددة للأطباء، قررت عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة"، غير أنه أكد أن ذلك "لا يعني اعتزال العمل السياسي، أو الامتناع عن ممارسة دوره الحزبي والوطني". وبعد قرار سراج الدين، خلت دائرة قصر النيل وسط القاهرة التي يمثلها منذ الخمسينات، لمصلحة مرشح الحزب الوطني الحاكم الدكتور حسام بدراوي، الذي يشكل منافساً قوياً لزعيم المعارضة الوفدية، وخاضا منافسة في الانتخابات الماضية، ونجح سراج الدين بصعوبة شديدة. وسراج الدين هو الشقيق الأصغر لزعيم الحزب فؤاد سراج الدين، الذي رحل قبل شهر. وكان ياسين الى جانب زعامته للكتلة الوفدية في البرلمان، يشغل موقع نائب رئيس الحزب، وتراجع عن ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة الذي خلا بوفاة الباشا. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قال: "لم أقرر حتى الآن الانسحاب من الحزب، وإذا رغبوا قادة الحزب في استبعادي من منصبي، أو الاستغناء عني، فهم أحرار، ويكفي ما قدمته للحزب، ولن يمنعني ذلك من مواصلة نشاطي الوطني بسبل أخرى". يشار الى أن سراج الدين، كان معارضاً بشدة لانتخاب الدكتور نعمان جمعة رئيساً للحزب، بسبب خلافات عميقة بين الطرفين، خلال السنوات الماضية، وأدلى بتصريحات عنيفة ضد جمعة، في مرحلة ما قبل الانتخابات الداخلية الاسبوع قبل الماضي. ويعتقد مراقبون أن قراره مرتبط باحتمال استبعاده من زعامة كتلة الحزب في البرلمان، إذا خاض الانتخابات المقبلة ونجح فيها. غير أن زعيم المعارضة الوفدية استبعد وجود تأثيرات من الحزب في قراره، وقال: "على رغم الخلافات، فهم أحرار في قرارهم، ولا يستطيعون التأثير في مواقفي، وسأخلد للراحة خلال السنوات المقبلة، استعداداً لإصدار مذكراتي عن خمسين عاماً في السياسة، وبحث إصدار صحيفة خاصة، أعبر فيها عن آرائي، والمبادئ الوفدية الحقة". من جهة أخرى عُلم من مصادر موثوقة في "الوفد" أن الحزب شارف على الانتهاء من قوائم مرشحيه، ويبلغ عددهم حوالى 200 مرشح في كل المحافظات، وفي معظم الدوائر، منهم ثلاثون مرشحاً في القاهرة. وقالت المصادر لپ"الحياة" إن الحزب اعتمد خطة يطرح من خلالها نفسه قائداً للمعارضة في مصر، والمنافس الحقيقي للحزب الوطني الحاكم، وذلك بالعمل على زيادة ممثليه في البرلمان بنسبة كبيرة، لا تقل عن خمسين نائباً، بدلاً من النواب الخمسة الذين يمثلونه حالياً. وأكدت المصادر إعادة تشكيل قائمة الحزب في القاهرة، بعد قرار سراج الدين عدم الترشح، ووفقاً لذلك تم اختيار مرشحين جدداً، وزيادة عددهم من 14 مرشحاً إلى ثلاثين لتأكيد وجود "الوفد" في العاصمة، وسعياً الى اعتبارها ضمن معاقل الحزب.