يطلق على القرع اسم ملك الفصيلة القرعية التي تشمل الكوسا ومع ذلك فإن شهرته على المستوى الصحي ليست في المكان الذي يجب ان يكون عليه، فالقرع يملك فوائد صحية وغذائية لو عرفها الناس لجعلوه يحتل مكانة مرموقة على موائدهم، خصوصاً انه معروف منذ آلاف السنين، وكان الهنود يعتبرون أزهاره مقدسة. يمتاز القرع بغناه بمركبات الكاروتينيدات التي تعطي اللون البرتقالي الجميل له، ولهذه المركبات أهمية كبيرة في اعطاء الجسم الإمكان اللازم لحمايته من الشوائب الكيماوية الضارة بالخلايا. وفي القرع نوعان من الكاروتينيدات هما:"الفا - كاروتين"وپ"بيتا - كاروتين"اللذان يتحولان في الجسم ليعطيا الفيتامين"أ"، ويكفي 200 غرام من القرع لتغطية حاجة الانسان من هذا الفيتامين المهم للعينين والجلد. أيضاً ومن بين الكاروتينيدات الموجودة في القرع هناك مركبا"لوتيئين"وال"كيزياكزانتين"اللذان يلعبان دوراً كبيراً في صيد الجذور الكيماوية الحرة ومنعها من تحقيق اهدافها المدمرة. ان الكاروتينيدات لها أهمية كبيرة في حماية الجسم من تداعيات أمراض عدة لها علاقة في شكل مباشر أو غير مباشر بأمراض الشيخوخة وعلى الأخص الأمراض القلبية الوعائية والسرطان والداء السكري ومرض الساد الماء الأبيض في العين. وفي اطار دراسة قام بها العلماء على أشخاص متقدمين في السن، قسم منهم يعاني داء الاستحالة في شبكية العين، أما القسم الآخر فلا يعانيه، توصل العلماء الى نتيجة مفادها ان خطر التعرض للمرض كان أقل بنسبة 43 في المئة لدى الذين يشحنون أجسامهم بأغذية غنية بالكاروتينيدات. عدا هذا، فقد كان تطور الداء عند المصابين به أقل حدة بين الذين زودوا أجسامهم بكميات أعلى من الكاروتينيدات. والمعروف عن القرع غناه بالحامض الأميني"تريبتوفان"الذي يشكل ركناً مهماً من أركان البروتينات، فالخلايا العصبية تحول هذا الحامض الى ناقل عصبي مشهور هو"السيروتونين"الذي يملك تأثيرات واضحة في الذاكرة والمزاج والشهية، ان أنظمة تخسيس الوزن غالباً ما تفتقر الى الحامض المنوه عنه تواً وهذا ما يجعل الجسم عاجزاً عن صنع ما يكفيه من الناقل العصبي"السيروتونين"الأمر الذي يجر صاحبه للوقوع في مطب اضطرابات عدة تطاول المزاج والذاكرة اضافة الى نوبات الجوع الشديد التي لا يمكن السيطرة عليها، ولحل هذا المشكل ينصح بأكل القرع فهو كما قلنا غني بحامض التريبتوفان من جهة وفقير بالسعرات الحرارية، إذ ان كل 100 غرام منه تعطي 20 سعرة فقط. وفي القرع مجموعة متنوعة من المعادن يحتل فيها البوتاسيوم حصة الأسد، أيضاً فالقرع غني بمعدن الحديد. فنصف فنجان من القرع يوفر قرابة ال 2 ملغ من الحديد وهي تمثل 12 الى 13 في المئة من احتياجات الانسان يومياً. ويحتوي القرع على كمية قليلة من الصوديوم وهذا ما يجعله محط أنظار أولئك الذين يتبعون حمية ناقصة الملح. والى جانب المعادن الثلاثة التي ذكرناها هناك أيضاً معدن الفوسفور والزنك والنحاس والمنغانيز والمغنيزيوم واليود والبور وغيرها من المعادن التي تتدخل في الكثير من العمليات الاستقلابية للخلايا. والقرع غني بالألياف ذات النوعية الجيدة التي تستطيع الأمعاء هضمها بسهولة حتى من جانب أولئك الذين يعانون الحساسية في أمعائهم، ان ألياف البكتين الموجودة في القرع تتمتع بقوة جيلاتينية عالية وهذا له أهميته في تأخير امتصاص السكر وفي عرقلة عبور الكوليسترول الى الدم وكذلك في انقاص كمية الطاقة الممتصة، ان هذه المواصفات تجعل القرع غذاء مفضلاً للبدينين. وإذا كان القرع مفيداً بقشره ولبّه فإن بذوره لا تقل فائدة عنهما. لقد استعملت بذور القرع وما زالت كعلاج طارد للدودة الوحيدة في الأمعاء، وبحسب خبراء وزارة الزراعة الأميركية فإن استهلاك القرع يومياً يسهم في تخفيف حدة ضخامة البروستاتة السليمة التي تضرب 50 في المئة من الرجال بعد سن الخمسين من العمر. ان استعمال بذور القرع للتقليل من وطأة ضخامة غدة البروستاتة أمر شائع في بلدان كثيرة كبلغاريا وتركيا وأوكرانيا. وفي دراسة انجزت في السويد قام العلماء بإعطاء 53 مصاباً بضخامة البروستاتة السليمة خليطاً يحتوي على بذور القرع فأدت الى تحسن ملحوظ في العوارض الناجمة عنها. ما هو السر؟ لا أحد يعرف بعد السر، ولكن ما هو معروف ان البذور غنية بالكاروتينيدات والفيتامين E والحمضين الدهنيين الأساسيين أوليئيك، لينوليئيك ومادة السيترول. فهل فائدة بذر القرع على البروستاتة تعود الى مادة واحدة أو أكثر أو ربما الى كلها معاً؟