عرف الجزر منذ القديم، والرومان والإغريق هم أول من تحدثوا عن فوائده في كتابات ظهرت قبل حوالى ثلاثة قرون قبل الميلاد. كما عرف العرب الجزر واستخدموا اسمه اليوناني «الاصطفلين»، وورد ذكر هذا الاسم في كتاب وجّهه الخليفة معاوية بن ابي سفيان الى قيصر الروم يقول فيه: «لأنتزعنك من الملك انتزاع الاصطفلينة» (من الأرض). وفي وصف الجزر يقول ابن رافع: انظر الى الجزر البديع كأنه في حسنه قضب من المرجان أوراقه كزبرجد في لونها وقلوبه صيغت من العقيان أما الشاعر ابن المعتز فيقول عنه: انظر الى الجزر الذي يحكي لنا لهب الحريق كمذبة من سندس وبها نصاب من عقيق وعن منافع الجزر يذكر الطب العربي استعمالات كثيرة من بينها «أنه يشفي من بعض الأمراض، ويبرئ من الحمى واليرقان (ابو صفار) ويقوّي المعدة، ويفتح سدد الكبد، ويساعد على هضم الطعام، وينقي الرحم، ويخرج الأرياح، ويصلح للمرطوبين والمحرورين من أهل الحداثة والاكتهال». واستعمل الأطباء القدامى الجزر لعلاج مرض البرص، وداء الفيل، والانهيار العصبي، والهيجان. ووصفوا بذوره للهستيريا، وأوراقه لمداواة الجروح والرضوض، كما استعملوا عصير الجزر كمسهل وطارد للديدان. اما الطب الحديث فاكتشف ان الجزر هو ملك الخضار نظراً الى ما يحتوي عليه من مواد مغذية. ويتمتع الجزر بالخصائص الآتية: - طاقة متوسطة، فمئة غرام منه تعطي حوالى 40 سعرة حرارية، ومعظم الطاقة يأتي من السكريات وهذا ما يفسر الطعم الحلو للجزر، ومن ميزات هذه السكريات انها ذات مؤشر سكري عالي، اي ان الجسم يمتصها بسرعة لتذهب الى الدم وترفع مستوى السكر فيه، من هنا على السكريين وأصحاب ريجيمات التخسيس ألا يبالغوا في أكله. - الجزر غني بالكاروتينيدات من بينهما مركبان مهمان للغاية هما: ألفا-كاروتين، وبيتا-كاروتين، فهذان المركبان يذهبان الى الكبد ليعمل الى تحويلهما الى الفيتامين أ الذي يتم تخزينه فيه الى حين الحاجة، وغني عن التعريف الدور الذي يقوم به الفيتامين أ في عملية الإبصار، وفي الوقاية من السرطان، وفي تعزيز دفاعات الجسم ضد الميكروبات، وفي حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس فوق النفسجية. - توجد في الجزر كمية عالية من الألياف ذات النوعية الممتازة، ما يعني ان الجزر نافع في تنظيم حركة الأمعاء، وفي منع الإمساك، وفي الحد من انسياب الكوليسترول من الأمعاء الى الدم. - من ناحية المعادن، فإن الجزر غني بمعدن البوتاسيوم الذي يحمي الجسم من مطبات كثيرة كالتعب والنعاس وضعف الساقين وضيق الخلق والنرفزة والعصبية، لهذا يقول الفرنسيون ان «الجزر يحبب» لأنه يزود الجسم بالبوتاسيوم الذي يجعل الشخص لطيفاً حسن الخلق ومحبوباً. والى جانب معدن البوتاسيوم هناك معادن أخرى مثل الكالسيوم، والمغنيزيوم، والحديد. بقي ان نعلم الآتي: - ان تناول جزرة واحدة يكفي لسد حاجة الشخص اليومية من الفيتامين أ. - ان أكل الجزر بإفراط يعطي الجلد اللون الأصفر في شكل موقت. - من الأفضل تخزين الجزر في الثلاجة وإلا فقد الكثير من خواصه ومن طعمه الحلو. - كلما كان لون الجزر برتقالياً داكناً زادت فيه نسبة مركبات الكاروتينيدات النافعة. - من الأفضل استهلاك الجزر نيئاً ضماناً للحصول على أكبر كمية من مركبات الكاروتينيدات والفيتامينات.