اذا خيروكم بين الشوكولاتة الغامقة السوداء والشوكولاتة الفاتحة فلا تترددوا في اختيار الأولى لأنها أفيد وأنفع للصحة، وهذه الحقيقة سبق لدراسات ان نوهت اليها، وها هي دراسة جديدة جاءت لتصادق عليها. فقد قام باحثون بتحريات شملت 15 شخصاً من الرجال والنساء الأصحاء وطُلب منهم أن يتناولوا 100 غرام من الشوكولاتة السوداء على مدى 15 يوماً قبل ان يتوقفوا عن تناولها لمدة أسبوع، وبعدها طُلب منهم أن تناولوا يومياً 90 غراماً من الشوكولاتة البيضاء لفترة أسبوعين كاملين، وبعد الأخذ والرد في المعطيات التي حصل عليها الباحثون تبين ان الشوكولاتة السوداء ساهمت في خفض أرقام الضغط الشرياني وساعدت على رفع حساسية الجسم تجاه هورمون الأنسولين الذي يقلل من مستوى السكر في الدم. ما هو السر؟ الباحثون يعزون فائدة الشوكولاتة الى غناها بمركبات الفلافونيدات المشهورة بفعلها المضاد للأكسدة والتي تملك صيتاً طيباً على صعيد الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية، فهذه المركبات لها فضل في منع الصفيحات الدموية من التكدس والتلاصق وهذا يعني انها تجعل الدم أقل لزوجة الى أكثر ميوعة وأسهل سيولة، الأمر الذي يحول دون تكوّن الجلطات الدموية المسؤولة عن الأزمات القلبية والدماغية القاتلة. وفي دراسة نشرت سابقاً في مجلة التغذية السريرية الأميركية أوضح الباحثون ان الفلافونيدات الموجودة في الشوكولاتة الداكنة تحاول جهدها منع أكسدة الكوليسترول السيئ LDL لئلا يترسب على جدران الأوعية الدموية مسبباً في وقوع تصلب الشرايين. والشوكولاتة مهمة لغناها بمعدن المغنزيوم الذي يدخل في بنية الكثير من الأنزيمات، ويلعب دوراً منظماً للرسائل العصبية في الدماغ نفسه وفي كل أعضاء الجسم وهذا له أكبر الأثر في الوقاية من تقلبات المزاج وتوتر الأعصاب. وتمتاز الشوكولاتة باحتوائها على مركبات محرضة على افراز مورفينات الدماغ المعروفة بإسم اندورفين الملطفة للمزاج والمهدئة للشعور وهذا ما يجعلها مضادة للكآبة، والعلماء البريطانيون ينصحون بها للسناء اللآتي يعانين عوارض العادة الشهرية للتخفيف من حدتها، خصوصاً الاحباط الذي يكون بارزاً فيها. بقي أن نعرف عن الشوكولاتة الداكنة التي تحوي نسبة عالية من الكاكاو، المعلومات الآتية: * ان الشوكولاتة لا ترفع مستوى الكوليسترول في الدم وذلك على عكس ما كان يقال عنها سابقاً، فالدهون الموجودة تسهم في رفع القسم الجيد منه المسمى بHDL الذي يحمي القلب والشرايين، في المقابل فهي تخفض القسم السيئ المعروف بإسم LDL وهذا يعود الى غناها بحامضين دهنيين مشهورين هما حامض أوليئيك وحامض لينوليئيك اللذان ينتميان الى الدهون غير المشبعة المصنفة بين الدهون الجيدة للصحة. * تحتوي الشوكولاتة على طائفة واسعة من الفيتامينات مثل ب1، ب2، ب5، ب6، ب9، ب ب ، E، الى جانب معادن مهمة غير المغنزيوم الذي نوهنا عنه آنفاً كالحديد والكلس والبوتاسيوم. * الشوكولاتة ليست محظرة على المصابين بالداء السكري. فبعد الكثير من القيل والقال حول هذا الأمر خلص العلماء الى نتيجة مفادها ان الشوكولاتة تملك مشعراً سكرياً ضعيفاً، بمعنى انها ترفع مستوى السكر في الدم ببطء وفي انتظام. * ان غنى الشوكولاتة بمركبات مثل التانين والفوسفات والفلور يجعل منها سلاحاً مضاداً لنخر الأسنان لأنها تعرقل تكدس الصفائح السنية، اضافة الى هذا توجد في الشوكولاتة، مواد مثل حامض الاوكزالات والبروتينات اللبنية التي تقف عائقاً أمام تشكل الأحماض التي تعمل في الأسنان هدماً وتخريباً. * هل الشوكولاتة منشطة للجنس؟ لا توجد حتى الآن دراسة تؤكد أو تنفي الفعل المنشط للجنس، وما يشاع عنها شعبياً لناحية انها منشطة للجنس قد يعود الى ما كان يفعله"موكتيزوما"رئيس قبائل الأزيتيك في المكسيك في زمن الرحالة كريستوف كولومبوس اذ كان صاحبنا يشرب الشوكولاتة الخالصة مطعمة بالعسل قبل أن يمارس الجنس مع زوجاته الكثيرات، وعلى ما يبدو ان عاشق النساء كازانوفا اقتبس الوصفة نفسها، فهل هذا جعله زير نساء زمانه؟!