إذا أكلتم الدراق في الوقت المناسب فإن أجسامكم لا يطاولها الفساد. هذا ما جاء في رواية صينية قديمة عن هذه الفاكهة التي عرفها الناس منذ آلاف السنين. وطبعاً ان هذا القول مجرد خرافة إلا انه يشير الى ان الدراق عرف منذ أمد بعيد، والمصريون القدامى قدسوه ونذروه لأحد آلهتهم المسمى بپ"إله الصمت". وكانت مضت حقبة من الزمن نهى فيها الناس عن أكل الدراق لادعاء الأطباء غرباً وشرقاً ان هذه الفاكهة تسبب اضراراً للمعدة، لكن سرعان ما كُشفت الحقيقة وعاد الدراق الى مكانه الطبيعي لأثره الجيد على الصحة. يعتبر الدراق ملك الفواكه الصيفية ويقبل الناس عليه بكثرة نظراً الى ما يملكه من مذاق حلو ورائحة طيبة ومحتويات مغذية. يحتوي الدراق على كمية عالية من الماء 87 في المئة الذي يطفئ الظمأ ويرطب الجسم فيبعد عنه لجفاف. أما المواد السكرية فهي قليلة لا تتجاوز 8 في المئة وهذا ما يسمح بوصف الدراق في برامج تخسيس الوزن. ويحتوي الدراق في طياته على مجموعة متنوعة من الفيتامينات، فالثمرة الواحدة منه تزود الجسم بحوالى 10 مليغرامات من الفيتامين ث وهذه تعادل 12 في المئة من احتياجات الشخص في اليوم. والدراق مشهور بغناه بمركبات الفلافونيدات خصوصاً الأحمر منه التي تعمل الى جانب الفيتامين ث وتعزز من فعله المقوي للشعيرات الدموية الدقيقة وخصوصاً عند التعرض لأشعة الاسمرار في فصل الحر. والفلافونيدات تملك فعلاً مضاداً للأكسدة إذ أنها تقف بالمرصاد للجذور الكيماوية الضارة لأعضاء الجسم المختلفة وخصوصاً العين والقلب والشرايين والجلد. ومن الفيتامينات الأخرى التي نجدها في الدراق هناك. الكاروتين، فالدراقة الواحدة تزود الجسم بنصف حاجته اليومية من هذا الفيتامين، وكما هو معلوم فإن الفيتامين بيتا - كاروتين مهم جداً للجلد ويلعب دوراً مضاداً للإنتان والتحسس ويدخل في تركيب المواد الضرورية لمساعدة العين على التأقلم في جو العتمة وكذلك يدخل في تركيب شبكية العين وهناك أبحاث بينت انه واق من السرطان. وفي الدراق هناك مجموعة الفيتامين"ب"التي لها فضل كبير في حفظ الجلد وتقوية الأعصاب والأمعاء. وهناك أيضاً الفيتامين E الضروري للإخصاب والنمو الطبيعي للأجنة وفي حماية هذه الأخيرة من التعرض للاجهاض، الى جانب ذلك فالفيتامين E يسهم في ابعاد شبح الأمراض، خصوصاً الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وخرف الشيخوخة وفي التخفيف من وطأة الهبات الساخنة التي تداهم المرأة في سن اليأس. وتوجد في الدراق مجموعة ثمينة من المعادن على رأسها البوتاسيوم والصوديوم الضروريان لقيام الخلايا الحية بأعمالهما، وفيه الكلس والفوسفور اللازمان لتكوّن الكتلة العظمية، وأيضاً هناك الحديد الذي يعتبر وجوده أساسياً لتشكل خضاب الدم، وتوجد في الدراق الياف متنوعة مثل البكتين والسيللوز والهيموسللوز والليجنين، وهذه الألياف مهمة لأنها تقوي عضلات الأمعاء وتمنع الإصابة بالإمساك، والى جانب ذلك فإن للمخلفات الكيماوية الناتجة من الألياف دوراً في التخفيف من وطأة الفعل الحامضي لمستقلَبَات الطعام وهذا يعني انها تحافظ على قلوية الدم الأساسية للحفاظ على استراتيجية توازن الوسط الداخلي في الجسم. تبقى الاشارة الى المعلومات الآتية عن الدراق: ان لون الدراق يعود الى غناه بأصباغ الكاروتينيدات التي تجمع زمرتين كبيرتين هما: الكزانوفيلات المسؤولة عن اللون الأصفر المائل للبرتقالي للب الدراق، والبولي فينولات التي تعطي اللون الأحمر الفاقع للقشرة والجزء الملتصق مباشرة مع العجوة. ان اختيار الدراق لا يجب أن يعتمد على اللون فقط، فهناك أنواع من الدراق لونها أحمر ومع ذلك فقد تكون غير ناضجة. ومن السهل التعرف على نضوج الدراق من خلال لمسه بالأصابع أو من الرائحة الزكية. ان الرائحة العطرية المنبعثة من الدراق تنتج من مركبات طيارة عدة يتجاوز عددها الثمانين، وان تركيز هذه المركبات العطرية يرتفع بشدة وخلال زمن قصير يسبق نضج الدراق. ان أكل الدراق في شكل يومي وقبل مدة من أخذ الحمامات الشمسية يمثل خطوة جيدة وسبب ذلك غنى الدراق بالفتيامين بيتان كاروتين الذي يحضر الجلد لمواجهة أذيات الشمس.