في موازاة تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بمواصلة اغتيال كبار قادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة قصفاً بالطائرات والمدفعية وشنها حملات اعتقالات في الضفة الغربية، ظهرت امس بوادر جهود مصرية - فلسطينية جدية لاستعادة التهدئة بين الفلسطينيين واسرائيل. راجع ص 4 و5 وعلى رغم اعلان حركة"حماس"ليل الاحد وقف هجماتها على اسرائيل، هدد موفاز امس قادة"حماس"بإرسالهم الى حيث يرقد مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وخلفه عبدالعزيز الرنتيسي اللذان اغتالهما الاحتلال الاسرائيلي، مضيفاً ان اسرائيل"وحدها هي التي ستقرر متى توقف تصعيدها لأنها وحدها تحدد قواعد اللعبة الجديدة وطبيعة الواقع الجديد". واستشهد طفل فلسطيني فيما عادت طائرات اسرائيلية فجر امس لشن غارات جديدة على أهداف مدنية في قطاع غزة. كما اعتقلت قوات الاحتلال اكثر من 80 ناشطاً من حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"في الضفة الغربية ليرتفع عدد المعتقلين منذ السبت الماضي الى نحو 400 من قادة وكوادر الحركتين وعناصرهما. وبعد ان قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية فجر امس موقعين في بيت حانون في شمال قطاع غزة احدهما جسر صغير، عادت في المساء لتقصف موقعاً في ارض فضاء في شمال القطاع ايضاً قالت ان الفلسطينيين يستخدمونه لاطلاق صواريخ. ومقابل استمرار التصعيد الاسرائيلي، اكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن هناك جهوداً مصرية - فلسطينية تبذل"على أعلى المستويات"في مصر والاراضي الفلسطينية لإعادة تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وأعرب عريقات في حديث ل"الحياة"قبيل مغادرته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى مصر امس للقاء الرئيس حسني مبارك اليوم عن أمله بأن تسفر هذه الجهود عن"الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة لأن تثبيت التهدئة مصلحة فلسطينية عليا". وعلمت"الحياة"ان ضغوطاً مصرية مورست على"حركة الجهاد الاسلامي"لتأكيد التزامها التهدئة المتفق عليها في اتفاق القاهرة، وذلك بعدما اعلنت الحركة رفضها التزام التهدئة غداة اعلان حركة"حماس"التزامها التهدئة ووقف العمليات العسكرية انطلاقا من القطاع. وتجري مصر اتصالات من القاهرة وعبر الوفد الامني المصري الموجود في غزة على خط تل ابيب وواشنطن ورام الله وغزة ودمشق بغرض ضمان الهدوء في الفترة المقبلة. وقال الناطق باسم الرئاسة في مصر ان القمة المصرية - الفلسطينية ستبحث في التصعيد الحالي في قطاع غزة بعد انتهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي فيها، وسبل العمل من أجل العودة لتنفيذ خريطة الطريق، وتتناول سبل تنشيط الاستثمار في قطاع غزة وإعادة بناء البنية الأساسية. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطيني امس انها ستباشر في تنفيذ الاتفاق الذي اقر بين السلطة والفصائل الفلسطينية بانهاء كافة المظاهر المسلحة في قطاع غزة اعتبارا من يوم غد الخميس. واضاف البيان انه"تم اصدار التعليمات المطلوبة، لتبدأ عملية التنفيذ اعتباراً من صباح الخميس وسيتم اتخاذ الاجراءات الانضباطية والقانونية كافة بحق المخالفين سواء من العسكريين أو المدنيين". جهود مصرية - فلسطينية لاستعادة التهدئة