كثفت قوات الاحتلال الاسرائيلي تصعيدها في الاراضي الفلسطينية، تمشياً مع أوامر وزير الدفاع شاؤول موفاز، في ختام اجتماع لرؤساء الأجهزة الأمنية بالاستعداد لتنفيذ"عملية عسكرية واسعة"في قطاع غزة و"تكثيف عمليات الاغتيال ضد عناصر الجهاد الاسلامي وحماس". وحشد الجيش الاسرائيلي آلياته المصفحة في شمال القطاع، مهدداً بمزيد من الضربات الموجعة اذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ. لكن موفاز قرر عدم البدء بعمليات برية واسعة قريباً، بناء على طلب الولاياتالمتحدة، كما أفادت مصادر قريبة من وزارة الدفاع، وأعلن إلغاء زيارته للولايات المتحدة والتي كانت مقررة الاسبوع المقبل"بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة". راجع ص 5 وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس على رفض السلطة الفلسطينية اطلاق القذائف والصواريخ على أهداف اسرائيلية، معتبراً ان ذلك"ممارسات عبثية"، وقال:"لن نجر الى حرب أهلية". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن عباس اتهامه جهات بمحاولة"إضعاف السلطة وكسر هيبتها ومحاولة إشعال نار الفتنة". وشدد على ان"السلاح الشرعي هو سلاح السلطة"، وتعهد ملاحقة"كل الذين اعتدوا على مقراتها". واستدرك:"لن نسمح بسلطة غير السلطة الفلسطينية، ولن نسمح لأحد بإرهاب المواطن الفلسطيني". وفيما اعتقلت قوات الاحتلال 26 من ناشطي حركتي"حماس"والجهاد الاسلامي"في نابلس والخليل وطولكرم وبيت لحم، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع اسرائيل ب"الدفع في اتجاه اقتتال فلسطيني والتدخل في حياة الفلسطينيين"، متجنباً تحميل"حماس"مسؤولية الصدامات مع الشرطة الفلسطينية والتي وقعت في غزة خلال اليومين الماضيين، ومشدداً على ضرورة"فرض القانون والنظام". وأعرب عن عزم السلطة على فرض القانون والحفاظ على هيبتها بصفتها الجهة الوحيدة المسؤولة عن تسيير أمور الفلسطينيين و"حرصاً على الوحدة الوطنية"والتزام تفاهمات"التهدئة"التي أعلنت في اتفاق القاهرة قبل نحو ستة شهور. وقال قريع ان اسرائيل"تريد ان تدمر تفاهمات القاهرة". وأكدت لجنة المتابعة العليا للفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في اجتماع في غزة لم تحضره"حماس"أمس"التزام كل الفصائل التهدئة وفقا لاعلان القاهرة"، داعية الى سحب كل المسلحين من الشوارع، باستثناء سلاح السلطة الفلسطينية. وشوهد الطيران الحربي الاسرائيلي يحلق في سماء مدينة جنين، بعد ساعات على سلسلة من الغارات على مناطق في قطاع غزة نفذت فجر السبت. وتلى الغارات الجوية الاسرائيلية إطلاق مزيد من الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع باتجاه المستوطنات والبلدات الاسرائيلية شمال القطاع. وفيما زاد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من نذر انهاء التهدئة بين الفلسطينيين واسرائيل بإعلانه في مقابلة تلفزيونية ان الجيش الاسرائيلي"سيعمل كل ما يلزم"من أجل ضرب"حماس"و"الجهاد الاسلامي"، ينتظر الجانب الفلسطيني وصول نائب مدير جهاز الاستخبارات المصرية اللواء مصطفى البحيري الى قطاع غزة اليوم، في زيارة مقررة سابقاً تمهيداً لوصول وفد مصري في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لمتابعة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وما ستسفر عنه زيارة"الوساطة"العاجلة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل نهاية الاسبوع. وقال اللواء جبريل الرجوب المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان السلطة"هي الدرع الواقي لحماس والطرف الوحيد المتمسك بحماس كجزء حيوي في النسيج الفلسطيني، وحركة التحرر الوطني هي السلطة الفلسطينية ورئيسها ابو مازن". ودعا الى وقف"الخطاب الاعلامي التحريضي"من بعض الاطراف في"حماس"، واضاف ان"التزام التهدئة في قطاع غزة مصلحة فلسطينية في الدرجة الاولى، وما حصل في سلفيت وغزة يمثل اسلوب وهدف شارون واستمراراً في طريقته بالقتل والاعتداء، ولكن يجب ان تتوقف الصواريخ ليس لان شارون يريد حلا بل لان مصلحتنا تقتضي ذلك". الى ذلك، رأس"ابو مازن"سلسلة اجتماعات في غزة أمس من بينها اجتماع للجنة المركزية لحركة"فتح"وأعضاء المجلس الثوري التابع لها لمناقشة التطورات التي شهدتها غزة والضفة الغربية. ومن المقرر ان يلتقي عباس أعضاء كتلة"فتح"في المجلس التشريعي الفلسطيني ويرأس اجتماعاً لأعضاء حكومته الموجودين في غزة.