رفض الاتحاد الافريقي طلب"حركة تحرير السودان"المتمردة في دارفور تأجيل المحادثات الجارية مع الحكومة السودانية منذ 22 يوماً في أبوجا لمدة أسبوعين. وأمهل كبير مفاوضي الاتحاد السيد سالم أحمد سالم وفد الحركة، يوماً واحداً لترتيب أوضاعهم ودخول المفاوضات المباشرة مع الخرطوم والتي حُدد لها اليوم بدل أمس. وجاء ذلك في وقت أبلغ زعيم"التجمع الوطني"المعارض السيد محمد عثمان الميرغني عدداً من قادة التجمع أن المشاركة في الحكومة الانتقالية"باتت شراً لا بد منه". واعلنت حركتا"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"المتمردتان في دارفور توحيد رؤاهما والدخول في المفاوضات مع الخرطوم بلجان مشتركة. وقال الناطق باسم"العدل والمساواة"السيد أحمد حسين ان قادة من الحركتين التقوا مبعوث وزارة الخارجية الاميركية الى السودان روجر ونتر واكدوا له ان السلام خيار استراتيجي. كما قرر الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"السيد مني اركوي ميناوي، الذي لم يشارك في التفاوض منذ بدايته في الخامس من الشهر الجاري، إيفاد رئيس أركان جيشه السيد آدم بخيت وبرفقته 14 من القيادات العسكرية الى أبوجا لشرح موقفه المقاطع للمفاوضات. واكد الناطق باسم المجموعة السيد محجوب حسين ان الوفد لن يمكث طويلاً في ابوجا وسيغادر بعدها الى تشاد ومنها الى دارفور. وقبيل مغادرته الى مقر المفاوضات في أبوجا، أكد رئيس الوفد الحكومي مستشار الرئيس الدكتور مجذوب الخليفة ان التدهور الأمني في دارفور ناتج عن الخروقات المتكررة للمسلحين لوقف اطلاق النار مما سيلقي بظلال سلبية ويرسل اشارات خاطئة، لافتاً الى ادانة الاتحاد الافريقي ل"حركة تحرير السودان"تحديداً. وتوقع في تصريحات صحافية أمس تشكيل لجنتين لمناقشة السلطة والترتيبات الاقتصادية وتوزيع الثروة. الى ذلك أبلغ زعيم"التجمع الوطني الديموقراطي"محمد عثمان الميرغني عدداً من قيادات التجمع في القاهرة أن المشاركة في الحكومة"باتت شراً لا بد منه"، مؤكداً لهم أن المصلحة الوطنية تقتضي تكاتف القوى السياسية ورصها خلف إتفاق السلام. وونقلت تقارير عن مسؤول في الحزب الاتحادي الديموقراطي، أكبر فصيل في التجمع، أن الميرغني أكد للقيادات التي التقاها ليل الاثنين - الثلثاء في العاصمة المصرية أنه شرع فعلاً في اتصالات مع قيادات حزبه في الداخل والخارج لتحديد مرشحيه لشغل المناصب الدستورية المعروضة عليه من شركاء اتفاق السلام، لافتاً انتباههم إلى العرض الذي تلقاه حزبه في نهاية حقبة التسعينات باقتسام السلطة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم حينذاك. وقال إنه رفض ذلك العرض من دون تردد باعتباره يفضي إلى حكومة ثنائية لكنه قبل بالعرض الحالي على علاّته لأن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك.