أعلن"التجمع الوطنى الديموقراطي"السوداني المعارض رفضه عرض الخرطوم المشاركة بوزيرين في الحكومة الانتقالية واعتبره"غير مناسب"، وترك الباب مفتوحاً أمام الوسيط المصري لمعالجة الأمر. لكنه وافق على المشاركة بعشرين عضواً فى البرلمان وأعضاء آخرين فى برلمانات الولايات. ولا تزال مفاوضات ابوجا بين الحكومة ومتمردي دارفور تراوح مكانها من دون احراز أي تقدم في القضايا المطروحة. وأعلن الناطق باسم"التجمع"المعارض السيد حاتم السر علي في بيان أمس ان هيئة قيادة التجمع اقرت بعد اجتماعات في القاهرة المشاركة في مؤسسات السلطة التشريعية الاتحادية البرلمان والولائية من اجل العمل على تحقيق التحول الديموقراطي والرقابة وتصويب الاداء الحكومي والدفاع عن الحريات العامة والحقوق الاساسية والمساهمة في تنفيذ اتفاق السلام. وذكر السر ان قيادة المعارضة رأت ان العرض المطروح في شأن المشاركة في الحكومة الانتقالية"غير مناسب"لانه لا يمكّن"التجمع"من الاسهام الفاعل في تحقيق الاهداف المنتظرة من الحكومة. وعلم ان قيادة المعارضة ستعقد اخر اجتماع لها في الخارج في أسمرا قريباً تمهيداً لعودة كل قيادات المعارضة وتحد موعد عودة زعيم"التجمع"السيد محمد عثمان الميرغني الى الخرطوم. الى ذلك، لا تزال مفاوضات ابوجا بين الحكومة ومتمردي دارفور تراوح مكانها. وقال مصدر قريب من المفاوضات ل"الحياة"في اتصال هاتفي أمس ان مواقف الأطراف ما تزال متباعدة حول القضايا المطروحة في محور اقتسام السلطة الديموقراطية، حكم القانون، الحقوق والواجبات السياسية، مؤسسات الحكم والادارة والحوار الدارفوري - الدارفوري. واعتبر المصدر طرح متمردي دارفور موضوع العاصمة القومية خلال المفاوضات نوعاً من المناورة، مؤكداً ان المفاوضات تواجه مصاعب بالغة التعقيد، ورأى انها لن تحرز أي تقدم، مبرراً ذلك بغياب فصيل حركة تحرير السودان جناح الامين العام ميني اركوي ميناوي عن الجولة. واستنكر المصدر تقاعس المجتمع الدولي عن توحيد"حركة تحرير السودان". وقال في لهجة يائسة:"ولذلك فإن الجولة الحالية لا قيمة لها، ولن تحرز اي تقدم، فهي عبارة عن تحصيل حاصل". على صعيد آخر هدد الاتحاد الافريقي الحكومة السودانية بتقديم وثائق وافلام مصورة عن خروق يقوم بها الجيش السوداني وميليشيات الجنجاويد في اقليم دارفور المضطرب، علّق مجلس السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي اجتماعاً كان مقرراً في شأن تدهور الوضع الأمني في دارفور بهدف"أخذ مزيد من الوقت"للنظر في القضية. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور بابا غانا كيغنبي إن"البعثة مستعدة لتقديم فيلم وصور تثبت تورط قوات الجيش السوداني وميليشيات الجنجاويد في هجمات، على رغم نفي السلطات السودانية". وأوضح بابا غانا للصحافيين أنه يثق في ما ورد في تقرير للاتحاد بأن كل أطراف الصراع انتهكت الهدنة، وأن العنف تضمن هجمات شنتها مروحيات حربية تابعة للحكومة السودانية، متهماً كل الاطراف بما في ذلك الحركات المتمردة بخرق وقف النار الهش. وقال إن"الوضع الأمني المتدهور لا يُبشّر بنجاح محادثات السلام التي تعقد في العاصمة النيجيرية". ونفى الجيش السوداني الاتهامات. الى ذلك، علّق مجلس السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، أمس، اجتماعاً كان مقرراً للنظر في الوضع الأمني في دارفور. وعُلل التعليق برغبة المجلس في"أخذ مزيد من الوقت"للنظر في القضية. وقال رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان كيغنبي ان"المواضيع التي سيدرسها المجلس حساسة، واعتبرت الدول الأعضاء انها تحتاج الى مزيد من الوقت لإجراء مشاورات بينها قبل إصدار إعلان رسمي".